لا يتوقف التصعيد العدائي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه هارفارد، الجامعة الأعرق في الولايات المتحدة، بحسب خبراء.وكان ترامب قال أخيرا، إن "هارفارد مجرد مهزلة تعلم الكراهية والغباء ولا ينبغي أن تتلقى تمويلا فيدراليا بعد الآن".
وبحسب خبراء من المختصين في السياسات الأمريكية، فإن مواقف ترامب تجاه هارفارد، "وراءها عداء قائم على عدة أبعاد منها أيدولوجية في ظل فكر الجامعة الليبرالي المتعارض مع الجمهوريين المحافظين".وتعتبر جامعة هارفارد، رمزا حضاريا وعلميا مرموقا على مستوى العالم، إذ تأسست عام 1636 ونال 160 شخصا من خريجيها جائزة نوبل في مجالات وعلوم متعددة، ودرس فيها 8 رؤساء للولايات المتحدة من بينهم جون كينيدي وباراك أوباما.
عداء
واعتبر النائب التنفيذي لرئيس جامعة "سانت فينيست" الأمريكية والخبير في السياسات الأمريكية عابد الكشك، أن "تصريحات ترامب ليست جديدة في ظل هجومه المتبع على المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة ولكن في حالة هارفارد، يأخذ الأمر طابعا رمزيا لكونها مؤسسة علمية عالمية لها باع تاريخي، تخرج منها رؤساء للولايات المتحدة".وقال الكشك لـ"إرم نيوز"، إن "الأمر يتعلق بمجموعة من الأبعاد لدى ترامب منها أيديولوجية لاسيما أن منطلق فكر هارفارد ليبرالي وليس تابعا للجمهوريين المحافظين".وأضاف أن "هارفارد ليست مؤسسة تعليمية فقط، ولكنها رمز أمريكي كبير ولها شهرة ذات مكانة رفيعة وقوية وهي أول جامعة تحارب ترامب وتقف أمامه ولا تنصاع لطلباته في ظل ما لديها من مبادئ، وهو يحاول قدر المستطاع حرمانها من المساعدات الفيدرالية وإزاحة السياق الخاص بها كمؤسسة غير قابلة للربح إلى عكس ذلك، وهو ما يعتبر توجها خطيرا".وذكر الكشك، أن "مواجهة هارفارد توضح أن أي جهة أو شخص يفعل أي شيء ولو بسيط ضد ترامب، يقوم الأخير بمحاربته بكل قوة وشراسة".
"كبت الحريات"
بدوره، يقول الخبير في الشأن الأمريكي الداه يعقوب، إن "هناك مشكلة واضحة تتكرر وتتجدد بين ترامب و المؤسسات التعليمية في ظل إلغائه وزارة التعليم مع التهديد بقطع المعونات عن المؤسسات العريقة في حال عدم الخضوع لسياساته".وأضاف يعقوب لـ"إرم نيوز"، إن الفترة الماضية شهدت مواجهات بين ترامب وهارفارد وكولومبيا وجامعات أخرى بعضها استجابت لعدم التظاهر أو ما يدعم أي حراك لفلسطين".
وبيّن أن "سياسة ترامب تريد أن تخضع الجامعات للمبادئ التي يريدها والأوامر التي يصدرها سواء كبت الحريات وتقديم أسماء الطلاب الذين يقومون بالمظاهرات، وما يجري مع هارفارد فصل متوقع في ظل عدم إيلاء أهمية للجامعات وتاريخهم ولكنه لا يهتم سوى بالمال والتهديد بالمساعدات".وتوقع يعقوب، "عدم استمرار هارفارد في هذا العصيان أمام ترامب وأنها ستقبل في النهاية بشروطه الصعبة في وقت بات فيه واضحا أن الكثيرين من الطلاب العرب أو المؤيدين لقضايا يعارضها الرئيس الجمهوري، يبعدون عن التظاهر في هذه الفترة".