05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
07 Apr
07Apr

يزداد قلق الجمهوريين من سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية "المتهورة"، إذ يخشون سقوطهم في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، وفق صحيفة "ذا آي بيبر" البريطانية.وقالت الصحيفة إن ترامب قضى عطلة نهاية الأسبوع يحث مواطنيه الأمريكيين على "الصمود" في مواجهة الأزمة الاقتصادية المتصاعدة، التي أشعلها قراره إعلان حرب تجارية عالمية.

ومع خروج مئات الآلاف إلى شوارع المدن والبلدات في جميع أنحاء الولايات المتحدة احتجاجًا على سياسات إدارته المختلفة، انضمّ الجمهوريون في الكابيتول هيل إلى عمالقة الشركات في البلاد الذين تزايد قلقهم إزاء سياسة ترامب التجارية المتهورة.وبحسب الصحيفة، لا تُظهر الهزيمة التي استمرت يومين والتي محت أكثر من 6 تريليونات دولار من القيمة السوقية أي علامة على التراجع، فقد أمضى الرئيس عطلة نهاية الأسبوع يلعب الغولف في فلوريدا، ويضاعف ما وصفه على وسائل التواصل الاجتماعي بـ"ثورته الاقتصادية".

وتؤكد هذه العبارة حقيقة أن ترامب لا يستخدم دليلًا حمائيًا لتوجيه السياسة الاقتصادية نحو مسار تجنبته الولايات المتحدة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، كما أنه يُسقط عقودًا من تقاليد الحزب الجمهوري الراسخة حول فوائد التجارة الحرة ومساوئ الحواجز التجارية، وفق الصحيفة.ولفتت إلى أن السيناتور من تكساس، تيد كروز، يعد من بين الجمهوريين البارزين الذين يتمسكون بمعتقد الرئيس السابق رونالد ريغان بأن "الحرية شيء هش، ولن تفصلها أكثر من جيل واحد عن الانقراض". 

ومثل ريغان، يُجادل كروز بأن الحواجز التجارية تُعوق صحة الاقتصاد الأمريكي، وتُشكل تهديدًا مباشرًا للحريات التي لطالما تمسك بها الجمهوريون.ويوم الجمعة، حذّر كروز الجمهوريين من أن أي استخدام مطول للرسوم الجمركية كحجة للحكم في مجال التجارة سيؤدي إلى هزيمة الحزب في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.وقال كروز: "هناك أصوات داخل الإدارة تريد استمرار هذه الرسوم إلى الأبد"، دون أن يذكر ترامب بالاسم، لكنه أصرّ على أن حربًا تجارية شاملة "ستدمر الوظائف هنا في الداخل، وستلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد الأمريكي.. أريد أن ينجح "يوم التحرير".. لكن النجاح يعني خفض الرسوم الجمركية هنا وفي الخارج".

وأضافت الصحيفة أن كروز ليس الجمهوري الوحيد الذي يهدد بالانفصال عن البيت الأبيض، فقد صرّح السيناتور جون كينيدي من لويزيانا، وهو عادةً مدافع شرس عن ترامب، لقناة "فوكس نيوز"، يوم الجمعة، قائلًا: "نحن في وضع غير مألوف"، وإن نهج الرئيس محفوف بالمخاطر. وأضاف كينيدي: "الرسوم الجمركية كالويسكي.. القليل من الويسكي في الظروف المناسبة قد يكون منعشًا.. أما الإفراط في الويسكي في الظروف غير المناسبة، فينتهي بك الأمر في حالة سُكر شديد".وعندما تولى ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، كان معدل البطالة 4% (مقابل 4.2% الشهر الماضي)، وحققت البلاد نموًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.8% خلال السنة الأخيرة للرئيس السابق جو بايدن في منصبه.

ووفق الصحيفة، في ضوء سياسات ترامب، خفض بنك الاستثمار غولدمان ساكس توقعاته للنمو لهذا العام إلى 1%، ويقول الآن إن هناك احتمالًا بنسبة 35% أن تدخل أمريكا في حالة ركود، فيما بلغت نسبة توقعاته السابقة 20%.وحذر البنك من أن "خطر التعريفات الجمركية أكبر مما افترضه العديد من المشاركين في السوق سابقًا".ولا تقتصر "ثورة" ترامب على التعريفات الجمركية فحسب، بل تشمل أيضًا التخفيضات الضريبية التي يزعم الرئيس أنها ستحفز النمو الاقتصادي، وتساعد البلاد على تجاوز الاضطرابات الحالية، بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة إنه في يوم الجمعة، اتخذ الجمهوريون بمجلس الشيوخ الخطوات الأولى لدفع أجندة الرئيس، لكن كينيدي جادل بأن وصول الحزمة التشريعية الكاملة إلى مكتب الرئيس قد يستغرق حتى منتصف مايو/أيار المقبل، وهذا يشير إلى أن أكثر من شهر من التقلبات في وول ستريت ينتظرنا.وفي حين يُصرّ البيت الأبيض على أن الرئيس يركز على الشارع الرئيسي، إلا أن هناك صلة مباشرة بين الطرقات، فقد أمضى ملايين الأمريكيين عطلة نهاية الأسبوع في مراجعة حساباتهم التقاعدية وحسابات مدخراتهم الجامعية -وجميعها مرتبطة بسوق الأسهم- وتقييم حجم خسائرهم.كما خرج مئات الآلاف منهم إلى الشوارع للانضمام إلى أكبر احتجاجات حتى الآن ضد إدارة ترامب الحالية.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة