تعمل بريطانيا على تطوير أسطول من البالونات التجسسية في إطار سباق تسلح استخباراتي مع الصين، مختبرة مركبة جوية عالية الارتفاع في الولايات المتحدة.
ونجح الجيش البريطاني في اختبار المركبة، فيما يقول الوزراء إنها ستمنح القوات المسلحة "الأفضلية" في جمع المعلومات الاستخباراتية، وفق تقرير لصحيفة "التلغراف".
وتأتي خطوة بريطانيا لتطوير أسطولها الخاص بعد عامين من إسقاط القوات الجوية الأمريكية بالون تجسس صينيا، قبالة سواحل ولاية كارولينا الجنوبية.
وأثارت تلك الحادثة مخاوف واسعة النطاق في مختلف أنحاء الغرب بشأن مدى أنشطة المراقبة التي تقوم بها بكين.
وفي ذلك الوقت، قال ريشي سوناك، رئيس الوزراء آنذاك، إن سلاح الجو الملكي البريطاني سيسقط أي بالونات تجسس من هذا النوع تحلق فوق المملكة المتحدة.
وأشرف مسؤولون بريطانيون على تجارب نماذج أولية لبالونات التجسس في ولاية داكوتا الجنوبية في وقت سابق من هذا العام
وتستطيع المركبات غير المأهولة توفير روابط المراقبة والاتصالات، مثل خدمات الإنترنت، من ارتفاع يصل إلى 80 ألف قدم.
أما الطائرة فتستطيع الطيران على ارتفاع يتراوح بين 60 ألف قدم و80 ألف قدم وتغطي مسافة تزيد على 2000 ميل بحري - وهي المسافة من لندن إلى تمبكتو.
وقالت وزيرة الدفاع ماريا إيجل: "يهدف هذا الابتكار إلى منح قواتنا المسلحة الأفضلية - وعي أفضل، واتصالات أفضل، واحتياجات صيانة أقل".
وأضافت أن "التكنولوجيا الفائقة مثل هذه يمكن أن تعمل على تغيير الطريقة التي نعمل بها في البيئات المعقدة، مما يجعل شعبنا أكثر أماناً وأفضل اطلاعاً من أي وقت مضى" وفق تعبيرها.
وتم تطوير البالونات كجزء من مشروع الأثير، وهو برنامج بحثي عسكري أطلقه حزب المحافظين في عام 2021
وبالإضافة إلى توفير المعلومات الاستخباراتية العسكرية، يمكن استخدامها أيضاً للدعم في مناطق الكوارث، وتوفير اتصالات إنترنت لاسلكية سريعة.
وقال المسؤولون إن المركبة، التي تم تزويدها بأجهزة استشعار صغيرة، يمكن استخدامها أيضاً لتحسين التنبؤ بالطقس والبحث في مجال تغير المناخ.
ونشرت الصين على نطاق واسع بالونات التجسس في السنوات القليلة الماضية وسط مخاوف متزايدة بشأن عمليات المراقبة التي تقوم بها ضد الدول الغربية.
وكشف مسؤولون أمريكيون في وقت سابق من هذا العام أن منطاد التجسس الذي أسقطوه في 2023 كان محملاً بتكنولوجيا أمريكية متطورة.
وأمضى البالون أسبوعا في عبور الولايات المتحدة وكندا، وحلّق فوق القواعد الجوية الحساسة ومواقع إطلاق الصواريخ النووية قبل أن تسقطه طائرة إف-22
وفي ذلك الوقت، قال مسؤولون أمريكيون إن الصين استخدمت هذه التقنية في محاولة لمراقبة مواقع استراتيجية في الولايات المتحدة القارية.
وفي مارس/آذار من هذا العام، قالت تايوان، التي لا تزال بكين تدعي السيادة عليها، إنها رصدت ستة بالونات تجسس صينية قبالة جزيرتها الرئيسية.
وفي إشارة إلى المخاوف الغربية المتزايدة، أجرت القوات الجوية الفرنسية مؤخراً تدريبات قامت خلالها طائرات مقاتلة بإسقاط بالونات عالية الارتفاع.
وقال وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، إن ارتفاعات الفضاء القريب أصبحت "منطقة صراع" وسط النشاط الصيني المتزايد.
وتتولى هيئة المشتريات التابعة لوزارة الدفاع، المعروفة باسم معدات الدفاع والدعم، الآن قيادة جهود بريطانيا لتطوير أسطولها الخاص من البالونات التجسسية.