05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
22 Jun
22Jun

مع دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط التصعيد الإسرائيلي الإيراني، وقصفها ثلاثة مواقع نووية إيرانية، حذرت الحكومة العراقية، اليوم الأحد، من عواقب التصعيد العسكري ضد المواقع النووية الإيرانية، فيما دعت لجنة الأمن النيابية، الفصائل المسلحة إلى التريث، وعدم الاستعجال وضبط النفس.وقال الناطق باسم الحكومة، باسم العوادي، في بيان، إن “الحكومة العراقية أعربت عن بالغ قلقها وإدانتها لاستهداف منشآت نووية داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مؤكدا أن “هذا التصعيد العسكري يُمثّل تهديدا خطيرا للأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، ويعرّض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة”.

وأضاف، أن “العراق يؤكد رفضه المبدئي لاستخدام القوة في العلاقات الدولية، ويدعو إلى احترام سيادة الدول، وعدم استهداف منشآتها الحيوية، خاصة تلك التي تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتُستخدم للأغراض السلمية”.وشدد على أن “الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلا عن الحوار والدبلوماسية، وأن استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمسّ استقرار المنطقة والعالم”.

وتابع، أن “الحروب لا تترك خلفها سوى الدمار، وأن مسؤولية القوى الكبرى والهيئات الأممية يجب أن تنصب على تجنيب العالم مزيدا من الأزمات، وليس إشعالها”.وأشار المتحدث باسم الحكومة، إلى أن “العراق، يدعو من منطلق مسؤوليته إزاء السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، إلى التهدئة الفورية، وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لاحتواء الموقف، والعمل على نزع فتيل الأزمة، بما يضمن الأمن المشترك، ويحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وفي تطور جديد في الحرب المستعرة بين إسرائيل وإيران، نفذ الجيش الأمريكي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، “هجمات ناجحة جدا” على ثلاث منشآت نووية إيرانية، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يفتح الباب على مصراعيه لسيناريوهات عدة، وقد تكون غير متوقعة.إلى ذلك، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب ياسر إسكندر وتوت، إن “العدوان الأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باستهداف منشآت نووية في فوردو وأصفهان، يُعدّ انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية، خصوصا وأنه لم يستند إلى أي تفويض من الكونغرس الأمريكي”.

وأضاف، أن “الإدارة الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو غيره، ليست موثوقة في وعودها، وما جرى يؤكد أن أيا من دول المنطقة لم تعد آمنة من التهديدات الخارجية”.وشدد وتوت على “أهمية عقد اجتماع طارئ لائتلاف إدارة الدولة، لمناقشة الأوضاع المتسارعة في المنطقة، وتوحيد المواقف تجاه العدوان الأمريكي”، داعيا في الوقت ذاته “فصائل المقاومة إلى التريث وعدم الاستعجال في استهداف المصالح الأمريكية، وضبط النفس في المرحلة الراهنة، بما يحفظ استقرار البلاد”.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يأمل أن تؤدي الضربات على 3 مواقع نووية في إيران إلى دفعها نحو العودة إلى طاولة المفاوضات، حيث أشارت وسائل إعلام اطأمريكية إلى أن ترامب “لا يخطط حاليا لأي إجراءات أميركية إضافية داخل إيران”، بينما يواصل الضغط على قادتها لـ”الموافقة على إنهاء الحرب” مع إسرائيل.

يشار إلى أن ترامب قد توصل خلال الأيام الماضية، إلى قناعة بأن تدخل القوات الأمريكية ضروري لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، واتخذ القرار حين بدا أن الجهود الدبلوماسية وصلت إلى طريق مسدود.وأعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، صباح اليوم الأحد، أنه لا يوجد أي خطر إشعاعي يهدد السكان بعد تعرض 3 مواقع نووية في البلاد لقصف أمريكي.ولم تسفر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دول غربية وعربية، عن وقف الأعمال القتالية حتى الآن.

وكان بيان صدر عن مكتب المرجع السيستاني، في 19 حزيران يونيو الجاري، عبر عن إدانته “الشديدة لتواصل العدوان العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأي تهديد باستهداف قيادتها الدينية والسياسية العليا”، محذرا “من أن القيام بخطوة إجرامية من هذا القبيل، بالإضافة إلى تجاوزه الواضح للمعايير الدينية والأخلاقية، وانتهاكه الصارخ للأعراف والقوانين الدولية، ينذر بعواقب بالغة السوء في أوضاع هذه المنطقة برمّتها”.

وحذر أيضا “من خروج أوضاع المنطقة عن السيطرة تماما، وحدوث فوضى عارمة تزيد من معاناة شعوبها، وتضر بمصالح الجميع إلى أبعد الحدود”، مناشدا جميع الجهات الدولية الفاعلة ودول العالم، ولا سيما الدول الإسلامية، أن “يبذلوا قصارى جهودهم في سبيل وقف هذه الحرب الظالمة، وإيجاد حل سلمي عادل للملف النووي الإيراني وفق قواعد القانون الدولي”.ويعد موقف السيستاني، من المواقف المهمة ذات التأثير الكبير على الساحة السياسية والشعبية، خصوصا في العراق، إذ سبق أن أصدر فتوى “الجهاد الكفائي” بقتال تنظيم داعش في العراق في العام 2014، وهو ما دفع إلى تشكيل “الحشد الشعبي”.

ويأتي ذلك، بالتزامن مع الحراك الذي تجريه الحكومة والاتصالات الدبلوماسية مع دول المنطقة العالم، في محاولة للتوصل إلى حلول لوقف القتال بين إيران وإسرائيل.وهددت فصائل عراقية، في 18 حزيران يونيو الجاري، من أنها ستتدخل عسكريا في حال دخول واشنطن بالحرب التي تخوضها إسرائيل ضد طهران، وسط تحذيرات من جهات عراقية مختلفة من خطورة دخول تلك الفصائل على خط المواجهة، وهو ما يعرّض العراق لمخاطر مختلفة.

جاء ذلك، بالتزامن مع تصاعد تحذيرات المختصين من وقوع كارثة كبرى في الشرق الأوسط، تضاهي كارثة تشيرنوبل في حال استمرت الضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، حيث أعلنت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، تشكيل غرفة طوارئ تحسبا لأي تسرب إشعاعي.وأكد المتحدث باسم عصائب أهل الحق، محمود الربيعي، في 16 حزيران يونيو الجاري، أن “إسرائيل لا تستهدف إيران أصلا، حيث أنه ليس في وجدانها، ولا عقيدتها احتلال إيران، إنما وجدانها وسياستها وعقيدتها وإعلامها كله يصب نحو احتلال العراق”.

وطالب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في 15 حزيران يونيو الجاري، خلال اتصال مع رئيس الوزراء، محمد السوداني، بمنع إسرائيل من استخدام مجاله الجوي لشن هجمات على إيران، محذرا من أن السماح باستغلال الأراضي العراقية يُهدد الأمن الإقليمي، فيما شدد على ضرورة حماية السيادة العراقية.ويُخالف استخدام إسرائيل للأجواء العراقية القانون الدولي، لا سيما ميثاق الأمم المتحدة (المادة 2، الفقرة 4) الذي يحظر انتهاك سيادة الدول أو استخدام أراضيها دون إذن.وتُعتبر هذه الخروقات انتهاكا لاتفاقية شيكاغو 1944، التي تُنظم استخدام الأجواء الوطنية وتُلزم الدول بحماية سيادتها الجوية.

ويُشير خبراء قانونيون إلى أن العراق يحق له اللجوء إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات على إسرائيل، بموجب الفصل السابع من الميثاق الأممي.يُشار إلى أن التوتر بين إسرائيل وإيران، تصاعد بشكل حاد منذ 13 حزيران يونيو الجاري، عندما شنت إسرائيل هجوما صاروخيا مباغتا استهدف مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وردت طهران في الليلة ذاتها بسلسلة هجمات صاروخية كثيفة، ومستمرة طالت أهدافا عسكرية ومنشآت داخل إسرائيل.

وتسببت هذه الهجمات المتبادلة في خسائر بشرية بالعشرات، وأضرار مادية جسيمة في كلا الجانبين، ما أثار قلقا دوليا وإقليميا واسعا، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع، تهدد أمن المنطقة واستقرارها.وتزداد المخاوف في الداخل العراقي من تداعيات الحرب الخطيرة، وانعكاساتها المحتملة على العراق، خصوصا بعد انتهاك إسرائيل وإيران على حد سواء للأجواء العراقية، حيث أفادت مصادر بعبور مئات الطائرات والصواريخ الإسرائيلية والإيرانية المتبادلة فوق أراضيه.

وتواجه بغداد ضغوطا من الولايات المتحدة وإسرائيل لمنع استخدام أراضيها ضدّ إسرائيل، بينما تحوّلت الأراضي العراقية ممّرا للهجمات الصاروخية والجوية الإسرائيلية ضدّ إيران، والعكس صحيح، فالأجواء العراقية تسيطر عليها الولايات المتحدة بالكامل، فضلا عن ضعف إمكانات الدفاع الجوي العراقي.وهددت كتائب حزب الله في العراق، في 15 حزيران يونيو الجاري، باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، في حال تدخلت واشنطن عسكريا في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، مطالبة في الوقت ذاته بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد.

وتُعد السفارة الأمريكية في بغداد، من أهم الأهداف الرئيسية للفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، وقد تعرضت في السنوات الماضية لهجمات عدة ومحاولات اقتحام، وكانت واشنطن قد عينت أخيرا، ستيفن فاغن، قائما بأعمال السفارة في أول إجراء من نوعه، بعد عدّة أشهر من شغور المنصب، وتأخر تسمية الولايات المتحدة سفيرا جديدا، بدلا من إلينا رومانوكسي، التي غادرت منصبها منذ نهاية العام الماضي.يأتي ذلك فيما تتحدّث تقارير محلية، عن تحرّكات لوجستية محدودة لفصائل مسلحة في المناطق القريبة من الحدود مع سوريا، تحسّبا لأي تطور أمني مفاجئ، من دون وجود نية حتى الآن لفتح جبهة فعلية.

ولطالما شكّل العراق ساحة للصراعات الإقليمية، ما يضاعف المخاوف حاليا من احتمال انزلاقه في أتون الحرب بين إيران وإسرائيل.وتتمركز في الأراضي العراقية قوات أمريكية في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن تنتشر أيضا مجموعات عراقية مسلّحة منضوية ضمن “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، سبق أن استهدفت القوات الأمريكية.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة