يستمر العراق بدوره المؤثر في تهدئة التوترات في المنطقة وعدم جرها إلى حرب جديدة بسبب تطورات الأحداث في سوريا و الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ تحتضن العاصمة بغداد، يوم السبت المقبل، اجتماع اللجنة الدائمة المعنية بالشؤون السياسية بالجمعية البرلمانية الآسيوية، بمشاركة وفود (13) دولة ووفد الأمانة العامة لجمعية البرلمانات الآسيوية، إضافة للعراق.
وقال رئيس مجلس النواب محمود المشهداني في حديث للصحيفة الرسمية وتابعته “العالم الجديد، إن “اجتماع البرلمانات الآسيوية الذي سينعقد ببغداد، ويستمر ليومين يخص اللجنة الدائمة المعنية بالشؤون السياسية للبرلمانات لمناقشة المواضيع الطارئة التي حدثت على الساحة الدولية والإقليمية ومن ضمنها الساحة العربية، وسيجري على ضوئها اتخاذ بعض التوجيهات التي ستقدم للمؤتمر العام لاعتمادها كقرارات”.
الجدير بالذكر أن الوفود التي ستشارك في الاجتماع هي: روسيا، تركيا، إيران، إندونيسيا، باكستان، فلسطين، أذربيجان، قطر، الإمارات، كمبوديا، قبرص، السعودية، البحرين، ووفد الأمانة العامة لجمعية البرلمانات الآسيوية، والتي من المقرر أن تصل إلى بغداد غداً الجمعة.وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، دعا خلال زيارته للعاصمة الإيرانية طهران، أمس الأربعاء، الى حوار إقليمي شامل تستضيفه بغداد، يضمن الأمن والاستقرار، ويعزز الثقة بين دول المنطقة، فيما أكد أن العراق مستعد للتعاون مع جميع الأطراف لتعزيز الاستقرار في سوريا.كما ركز الاجتماع الموسع بين السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشيكان حول تطورات الوضع في سوريا والحرب في غزة.
وكان السوداني قد أجرى خلال الفترة الماضية، زيارات عديدة إلى دول المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد، منها الأردن والسعودية، حيث ناقش مع قادة هذه الدول قضايا أمنية، كما شارك العراق في مؤتمر العقبة الذي عقد في الأردن، بمشاركة دول عدة بينها الولايات المتحدة.ودعت الحكومة العراقية، مطلع العام الحالي، الى إنقاذ الشعب الفلسطيني ممّا يتعرض له، كما دعت الى تفادي التصعيد في الشرق الأوسط.
وشددت الحكومة العراقية بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 كانون الأول ديسمبر 2024، على “ضرورة احترام الإرادة الحرّة” للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا التي يتشارك معها العراق حدودا يزيد طولها عن 600 كيلومتر.
ويرتبط العراق بعلاقات مميزة مع الجانبين الأمريكي والإيراني مما يؤهله للعب دور الوسيط للحد من التوتر في المنطقة والضغط باتجاه التهدئة، حيث يرى مختصين أن العراق يملك كل مقومات القوة الجيوستراتيجية للعب دور فاعل ومؤثر في أحداث الشرق الأوسط والعالم، ويمكن أن يكون طاولة حوار لجميع الفرقاء الإقليميين والدوليين.
مع سقوط النظام السوري والتوجه نحو تشكيل حكومة بديلة، يواجه العراق تحديا إستراتيجيا يتمثل في الحفاظ على مصالحه الوطنية وبناء علاقات إيجابية مع القيادة السورية الجديدة، بشكل يخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها، إذ ينبغي لصانع القرار العراقي أن يأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار فهم القوى الجديدة وتحليل امتداداتها، وعوامل قوتها وضعفها وتحصين الحدود، بحسب مختصين.