05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
19 Apr
19Apr

يستمر لقاء الدوحة الذي جمع رئيس الوزراء محمد السوداني، بالرئيس السوري أحمد الشرع بإثارة الجدل في العراق، حيث لا تزال العلاقة الرسمية بين العراق وسوريا موضع إرباك، في ظل رفض القوى الفاعلة والمتنفذة في العراق عودة العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة وتصعد ضدها باستمرار.

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر وجهات مختصة بالشأن السياسي، اليوم السبت، عن كواليس وخفايا لقاء الدوحة والتي جاءت بفعل الإشتراط العربي لحضور الشرع للقمة العربية، وتحديات الداخل العراقي الرافض لذلك الحضور.وذكرت مصادر مطلعة ، إن “دولا عربية رهنت مشاركتها في القمة العربية في بغداد بدعوة الرئيس السوري أحمد  الشرع لحضورها”، مبينة أن “هذه الشروط تصدر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، التي تُلزم الدولة المضيفة بدعوة جميع الأعضاء”.وأضافت أن المسار الذي اتخذته الحكومة العراقية من خلال دعوة الشرع والترحيب بمجيئه “واقعي وسليم، حيث أنه يؤيد تجاوز سرديات الماضي، وعدم جعلها معياراً في تحديد علاقات العراق مع دول الجوار”.إلى ذلك، قال الباحث السياسي لقاء مكي في تدوينة على منصة “اكس”، إن “نجاح قطر في جمع الرئيسين السوداني والشرع في الدوحة، نموذج للدبلوماسية الهادئة، المعنية بالنتائج لا بضجيج الانجاز، وقد حققت هدفها أو على الأقل أنجزت نصيبها في ذلك”.


وأضاف أنه “يبقى على رئيس الوزراء العراقي أن يمرر تفاهمات الدوحة على المعترضين في بغداد”، مبينا أن “ميزة هذه القمة أنها عقدت بتكتم، ربما لتلافي تداخلات خارجية أو داخلية في العراق بشكل خاص يمكن أن تجهضها”.وخلال اليومين الماضيين، أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لقاء سريعا مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة القطرية الدوحة.ومثّل هذا اللقاء ضربة مفاجئة لقوى الإطار التنسيقي الحاكم في البلاد، حيث أنها ما تزال تصنف القيادة السورية الجديدة في خانة الإرهاب، في حين يرى مراقبون أن التصعيد الإطاري والولائي ضد سوريا الجديدة يرجع إلى أبعاد طائفية ومذهبية من جهة، وإلى الإملاءات الإيرانية التي تحاول وضع العراقيل أمام إدارة أحمد الشرع وإفشاله عبر أتباعها في العراق من جهة أخرى.


لكن لقاء السوداني والشرع لم يك مفاجئا للكثير سواء في بغداد أو دمشق، إذ مهدت له زيارتان متبادلتان من الجانبين في وقت سابق، الأولى عندما أجرى رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري زيارة إلى دمشق مطلع العام الحالي، والثانية عندما زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بغداد والتقى برئيس الحكومة والرئاسات الأخرى الشهر الماضي.وفي السياق ذاته ، أكد القيادي في الإطار التنسيقي عصام شاكر، اليوم السبت، رفضه القاطع لزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى بغداد، داعياً إلى احترام إرادة الشعب العراقي وعدم التعامل معه بأي شكل من الأشكال.وقال شاكر لعدد من وسائل الإعلام، من بينها “العالم الجديد”، إن “الشرع غير مرحّب به في بغداد”، مبينا أن الموقف الشعبي في بغداد ومحافظات العراق لا يؤيد هذه الزيارة”.ودعا إلى “احترام إرادة الشعب العراقي وعدم التعامل مع من وصفهم بأن أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء في سوريا”، مشيرا إلى أن “الموقف العراقي العام واضح وثابت، ويرفض أي شكل من أشكال التطبيع أو التعامل مع من ارتكبوا انتهاكات بحق شعوبهم أو شعوب المنطقة”.


وترفض الحكومة العراقية، الإجابة عن أي سؤال بشأن دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى بغداد لحضور القمة العربية المقرر إجراؤها في آيار مايو المقبل، تحت يافطة “ليس لدينا تعليق على الموضوع”.وحول صدور مذكرة قبض عراقية بحق الشرع عندما كان في تنظيم القاعدة خلال وجوده في العراق، يرى خبراء القانون أن “الشرع حالياً بحكم رئيس دولة، وبموجب القوانين العراقية والدولية، فإن رؤساء الجمهورية لهم حصانة، لذلك لا يمكن للعراق محاسبة أي رئيس جمهورية عن أي جريمة كانت بموجب هذه الحصانة، وبالتالي أي قضية سابقة على الشرع هي ساقطة بموجب القانون لحصانته ولا يمكن محاسبته عليها”.وحذّر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، امس الجمعة من تصاعد ما وصفها بـ”الدعوات النشاز” الصادرة عن نواب “مغمورين”، معتبراً أنها تحمل دوافع طائفية وتستهدف إحراج الحكومة العراقية أمام الدول العربية.


وكشفت وكالة الأنباء العراقية، أمس الأول الخميس، عن زيارة خاطفة أجراها السوداني إلى العاصمة القطرية الدوحة، التقى خلالها أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس السوري أحمد الشرع.الزيارة التي لم تحدد الوكالة توقيتها بشكل دقيق، جاءت بسبب “الأحداث المتسارعة التي شهدتها المنطقة وخاصة ما يجري في سوريا، حيث أكد رئيس الوزراء على أن العراق يراقب عن كثب التطورات الحاصلة في هذا البلد الجار، والتواجد العسكري للكيان الغاصب على أرضه”.وأضافت نقلا عن مصدر مسؤول، أن السوداني “جدد إيضاحَ موقف العراق الثابت والمبدئي، الداعي إلى قيام عملية سياسية شاملة وحماية المكوّنات والتنوّع الاجتماعي والديني والوطني في سوريا، وحماية المقدّسات وبيوت الله وأماكن العبادة، لكل المجموعات السكانية التي يتشكل منها الشعب السوري الشقيق، واحترام حقوق الإنسان خصوصًا بعد الأحداث التي حصلت مع الطائفة العلوية هناك”.

وكشفت الوكالة أن السوداني، أشار، خلال اللقاء، إلى أن “العراق يؤكد على أهمية أن تتخذ الحكومة السورية الجديدة خطوات عملية وجادة في محاربة داعش الإرهابي”.كما بين السوداني، وفقا للمصدر، بأن التقدم في هذه الملفات وبشكل ملموس يمكن أن يساعد في بناء علاقات مُتنامية، وإيجاد آليات تعاون تصب في المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين وبما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.فيما لم يصدر عن الجانبين العراقي والقطري أي تفاصيل حول اللقاء غير المعلن، والذي نشرت الوكالة العراقية صورة منه، حتى الآن (وقت كتابة الخبر).فيما أعلنت الرئاسة السورية، أن الشرع ناقش مع السوداني في العاصمة القطرية الدوحة وبوساطة من أمير الدولة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ملف أمن الحدود المشتركة، والاتفاق على تعزيز التنسيق الميداني والاستخباراتي.وكان العراق قد وجه، الأربعاء، الماضي، دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية المقرر إجراؤها في بغداد في 17 آيار مايو المقبل.


وتأتي دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية في بغداد، كمؤشر على تغيّر في الموقف العراقي الرسمي تجاه النظام الجديد في دمشق، بعد فترة من الحذر والتريث.يشار إلى أن اتصال جرى بين رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مطلع نيسان أبريل الجاري، ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، أكد خلاله دعم العراق لـ”خيارات الشعب السوري”، إلى جانب عدد من القضايا المهمة، جاء ذلك بعد حذر عراقي من التفاعل مع التطورات السورية خلال الأشهر الماضية، حيث يعكس هذا الاتصال أثر المتغيرات في الظروف الإقليمية على إجرائه، ويؤشر إلى حد ما إلى كسر القيود السياسية المفروضة على السوداني من قبل بيئته السياسية، ممثلة بـ”الإطار التنسيقي” الحليف للأسد، وكذلك الفصائل المسلحة التي تشكلت منها حكومة السوداني، والتي حاربت على الجغرافية السورية للدفاع عن الأسد كخيار استراتيجي وعقائدي.


ولا يستبعد مراقبون للشأن السياسي حضور الشرع في قمة بغداد المرتقبة، وذلك لان الدعوة الرسمية توجهت له حسب البروتوكولات المعمول بها في الجامعة العربية، وبغداد ودمشق ستتفقان في النهاية على طبيعة المشاركة السورية في القمة المقرر إجراؤها في آيار مايو المقبل.كما يرى البعض أن مشاركة سوريا في القمة العربية يمكن أن تساهم في تعزيز الحوار العربي وإيجاد حلول للأزمات الإقليمية، حيث يعتبرون أن استمرار الحوار والتنسيق بين العراق وسوريا يمثل نموذجا للتعاون الإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة