05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
22 May
22May

تشير توقعات سياسية، إلى احتمالية عدول زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري)، مقتدى الصدر، عن قراره بمقاطعة الانتخابات، بصورة غير مباشرة، من خلال دعم ائتلاف رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، المسمى “الإعمار والتنمية”، وذلك في ظل تصدع الإطار التنسيقي، والخلافات المتصاعدة مع السوداني، فضلا عن ضم الائتلاف الجديد شخصيات وصفت بذات مقبولية لدى التيار الصدري.

وفي هذا الإطار، رجحت النائبة عالية نصيف، اليوم الخميس، مشاركة زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر في الانتخابات (دون التطرق إلى نوع المشاركة)، مشيرة في الوقت ذاته إلى دعم إيران للسوداني لحاجتها إلى الوسطية التي يمتلكها.وقالت نصيف، في حوار مع الزميلة رانيا ناصر، تابعته “العالم الجديد”، إن “أغلب الفصائل التي تمتلك السلاح أصبح لديها فصيل سياسي، وبدأت تشارك وتنخرط بالعملية السياسية”، مؤكدة أن “أغلبها دخلت مؤخرا في قوائم انتخابية بصورة (مستترة)”.

وأضافت، أن “الانتخابات غابة للوحوش، والأموال مرصودة من الآن، إضافة إلى الجهات التي تعمل على التسقيط الانتخابي محددة أيضا”، مبينة أن “هناك أحزابا تشتري بطاقات انتخابية حاليا و(سيحرقون السوق)، وقد تصل سعر البطاقة الانتخابية إلى 400 دولار”، مبينة أن “أغلب الأحزاب تستخدم المال السياسي في الانتخابات”.

وعن المطالبة بتعديل قانون الانتخابات، أشارت نصيف، إلى أن “مدة 4 أشهر من عمر البرلمان غير كافية لتعديل قانون الانتخابات لذلك (the game is over)، أي لا يوجد تعديل”، على حدّ قولها.وتابعت قولها، إن “الرغبة شيء والواقع شيء آخر، والإصرار داخل الإطار التنسيقي على تعديل قانون الانتخابات، الهدف منه تقييد القوى السياسية المشاركة في الانتخابات بما تمتلكه من قاعدة جماهيرية”، لافتة إلى أن “التجزئة التي حصلت داخل الإطار بسبب أمزجة القادة المختلفة، حيث أن التزاحم داخل القائمة الواحدة أمام الكل صعب تحقيقة لهذا داخل الإطار بقوائم متعددة”.

وأشارت، إلى أن “مشاركة الصدريين سترفع أعداد المشاركين، وتوقعاتنا تذهب باتجاه مشاركة الصدريين في الانتخابات المقبلة”، مبينة أن “وجود التيار ضروري جدا في المعادلة السياسية، وفي مجلس النواب مهم جدا”.وأكملت نصيف، “في الانتخابات الجميع عدو الآخر، ولكن بعد الانتخابات يصبح هناك (حبايب) ليتحالفوا مع بعض”، مبينة أن “مشاركة الصدريين في الانتخابات، ستؤثر قليلاً على حظوظ السوداني”.

وأوضحت، أنه “لا صحة لمفهوم (لا ولاية ثانية لأي رئيس وزراء بعد المالكي)، واللاعب الخارجي يؤثر في اختيار رئيس الوزراء”، مشيرة إلى أن “إيران تجد في السوداني أنه يمتلك نوعا من الوسطية هي بحاجة إليه”.وتأتي تصريحات نصيف، بعد مرور يوم على تصريحات القيادي السابق في التيار الصدري،
ونائب رئيس الوزراء الأسبق، بهاء الأعرجي، عن احتمال كبير في أن يدعم (زعيم التيار) مقتدى الصدر، السوداني لولاية ثانية.

وقال الأعرجي، في لقاء تلفزيوني، تابعته “العالم الجديد”، إن “التيار الصدري سيشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة”، مبينا “أنا متأكد ومتيقن من مشاركة التيار الصدري في الانتخابات المقبلة، وسيقف إلى جانب السوداني ويدعمه في نيل ولاية ثانية، رغم رفض بعض الأطراف السياسية هذا التوجه”.وأعرب الأعرجي عن يقينه بأن “التيار سيحصل على عدد مقاعد يوازي ما سيحصل عليه السوداني خلال الانتخابات المقبلة”، مشيرا إلى أن “عودة التيار الصدري إلى المشهد الانتخابي سيكون لها تأثير كبير على موازين القوى، وقد تكون حاسمة في دعم استقرار الحكومة المقبلة”.

ولم يُصدر الصدر أو أي من القيادات تعليقا على تصريحات الأعرجي، إلا أن المؤشرات بحسب مراقبين تشير إلى عودته بدءا من دعوة الصدر أنصاره إلى تحديث بطاقاتهم الانتخابية، وصولا إلى قيام المفوضية العليا المستقلة بتمديد مدة تسجيل الكيانات السياسية، وهي بالنسبة للمراقبين السياسيين انتظار تسجيل الصدر لكيانه الانتخابي.وأعلن رئيس الوزراء، محمد السوداني، أمس الأول الثلاثاء، عن تشكيل “ائتلاف الإعمار والتنمية”، استعدادا لخوض الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في تشرين الثاني المقبل، وضم الائتلاف كلا من: “تيار الفراتين، وتحالف العقد الوطني، وائتلاف الوطنية، وتحالف إبداع كربلاء، وتجمع بلاد سومر، وتجمع أجيال، وتحالف حلول الوطني”، حيث يهدف، إلى تحقيق مصلحة العراق والعراقيين أولا، و استدامة الإعمار وتعزيز الاقتصاد الوطني، واستكمال البُنى التحتية والمشاريع الاستراتيجية، وترسيخ ما تحقق من الأمن والاستقرار والعلاقات مع المحيط الإقليمي والعربي والعالمي، بحسب بيان مكتبه الإعلامي.ورأى عضو ائتلاف دولة القانون، زهير الجلبي، أمس الأول الثلاثاء، أن التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، يخبئ شيئا ما خلال الانتخابات المقبلة، وذلك بعد إيعاز الصدر لجمهوره بتحديث سجلاتهم الانتخابية.


وتعد الانتخابات العراقية القادمة، من أكثر الدورات تعقيدا منذ سنوات، بحسب العديد من المراقبين، حيث بات العراقيون يواجهون العديد من المشكلات في اختيار ممثليهم، في ظل ارتفاع أعدادهم، ووجود المال السياسي الذي يعيق وصول المستقلين للسلطة.وكان مصدر مقرب من زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، أفاد في 5 آيار مايو الجاري، بأن الأخير لن يغير قراره الخاص بالانسحاب من العملية السياسية في العراق، إلا أنه قد يتخذ خطة بديلة حسب مجريات الأوضاع خلال الفترة المقبلة، حسب مجريات وتطورات الأحداث في الداخل العراقي والمنطقة، تتعلق بدعم جهة سياسية ناشئة بصورة غير مباشرة في الانتخابات، مشيرا إلى أن “الصدر من الممكن أن ينزل للشارع مرة أخرى، ويقود حراكا شعبيا، إذا تطورت الخلافات السياسية إلى الإضرار بالصالح العام للشعب العراقي”.

وقال زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، نهاية الشهر الماضي، في كلمة له بذكرى استشهاد والده المرجع الديني، محمد محمد صادق الصدر في النجف، وتابعته “العالم الجديد”، إن “قلوب الفاسدين اليوم في أيدينا”، داعيا أنصاره إلى “النطق إذا كان نطقهم ينفع الإصلاح، والسكوت إذا كان السكوت ينفع الإصلاح”.

وكان فتاح الشيخ، النائب السابق، والمقرب من التيار الوطني الشيعي (الصدري سابقا)، أكد في 22 نيسان أبريل الماضي، أن الأسباب الحقيقية وراء مقاطعة زعيم التيار مقتدى الصدر، الانتخابات، تدور بين مؤتمر لندن عام 2002 وأحداث الخضراء عام 2022.وتبادل رئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد، وزعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، في 18 نيسان أبريل الماضي، رسائل بشأن موقف الأخير من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث وجه رشيد، بشكل مفاجئ، رسالة خطية تضمنت دعوة الصدر إلى العدول عن قرار مقاطعة الانتخابات، وشغل الفراغ الذي خلفه نواب التيار الصدري بعد انسحابهم من البرلمان.

فيما رد الصدر، على دعوة رئيس الجمهورية، مؤكدا أن عدم المشاركة في الانتخابات لا تعني المطالبة بتأجيلها أو إلغاء موعدها.وقال الصدر، في معرض رده “إنني حزين أن يشارك الشعب العظيم في انتخاب الفاسدين وسراق المال الذين لم يسترجعوا إلى يومنا هذا بما فيها صفقة القرن التي وزعت على محبي الصفقات”، وفيما تعهد بأنه “سيبقى جنديا أمام كل ما يعصف من تحديات ومصائب”، أكد أنه “سيدافع عن العراق أمام أي تحديات مستقبلية كي يعيش البلاد بلا فساد ولا تبعية ولا طائفية مقيتة”، على حد قوله.و

رغم انسحابه، يظل التيار الوطني الشيعي، لاعبا مؤثرا في الشارع العراقي، سواء من خلال جمهوره الكبير أو عبر تحركاته الشعبية التي كان لها دور حاسم في أكثر من محطة مفصلية، ما يجعل إمكانية عودته إلى العملية الانتخابية محط أنظار القوى السياسية والمراقبين.

وفي الشهر الماضي، أعلن الصدر، عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة، معللا ذلك بوجود “الفساد والفاسدين”، فيما رأى أن العراق “يعيش أنفاسه الأخيرة”.ويرى مراقبون أن إعلان الصدر عدم خوض الانتخابات المقبلة، من شأنه أن يُحدث فراغا سياسيا داخل البيت الشيعي، ويفتح الباب أمام قوى أخرى، لإعادة رسم خارطة التوازنات، في وقت يمر فيه العراق بتحديات داخلية معقدة، تتطلب حضورا سياسيا قويا ومؤثرا.

ويعتقد متابعون أن غياب التيار الصدري عن المنافسة الانتخابية القادمة، سيعيد تشكيل الخريطة السياسية في العراق على نحو غير مسبوق، لا سيما أن التيار كان يشكل ثقلا نوعيا داخل البرلمان، فضلا عن تأثيره الشعبي والاجتماعي الواسع، ما سيمنح أطرافا أخرى الفرصة لملء هذا الفراغ، خصوصا تلك المتحالفة ضمن الإطار التنسيقي الذي يتطلع لتعزيز نفوذه.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة