أعاد منتدى "ربط النقل العالمي" الذي عُقد في إسطنبول مؤخرًا، تسليط الضوء على مشروع "طريق التنمية" العراقي، بوصفه أحد أبرز المسارات الحيوية في خطط الربط الإقليمي بين آسيا وأوروبا.
ورغم الغياب المؤقت لبعض التمثيل الوزاري العراقي، إلا أن الوفد العراقي شارك بفعالية، ونقل مواقف بغداد الداعمة للشراكات الإقليمية وتطوير البنية التحتية للنقل.تركيا تستعرض شبكتها.. والعراق في صلب الاهتمام
المنتدى، الذي افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حضرته وفود من دول الخليج والمنطقة، إلى جانب مسؤولين كبار من البنك الدولي.
وقد شددت تركيا خلاله على أهمية ربط الممرات الآسيوية والأوروبية عبر أراضيها، وعرضت خططًا لربطها بممر "طريق التنمية" العراقي، إلى جانب الممر الأوسط الصيني وممر اللازورد القادم من آسيا الوسطى، ضمن ما أطلقت عليه أنقرة اسم "الأصابع الخمسة".ورغم التركيز التركي، إلا أن المشاركين في المنتدى أكدوا على أهمية المشروع للعراق أولًا، بوصفه مركزًا جغرافيًا حيويًا في حركة التجارة الإقليمية والدولية.
العزاوي: العراق ليس هامشيًا.. والدول تتسابق للاستثمار
وفي هذا الإطار، أكد الناشط السياسي نبيل العزاوي، في تصريح، أن "العراق لم ولن يكن هامشيًا في مثل هذه المؤتمرات، بل هو لاعب أساسي في رسم الشراكات الاقتصادية، وخصوصًا بعد الشروع بطريق التنمية، الذي بدأت تتقاطر أغلب الدول للاستثمار فيه".وأشار العزاوي إلى أن مشاركة العراق في المنتدى جاءت في سياق "تعزيز الشراكة والتعاون مع دول الجوار، خصوصًا أن العراق مقبل على ثورة إعمار وتنمية في مختلف المجالات".
تمويل دولي كبير.. والبنك الدولي يراهن على سكك العراق
وعلى هامش المنتدى، أعلنت الجهات المعنية أن البنك الدولي وافق على تمويل مشروع تطوير وتأهيل شبكة السكك الحديدية العراقية بقيمة تقارب مليار دولار، في خطوة وصفها مختصون بأنها "دعم دولي نوعي" يعكس الثقة المتزايدة بالعراق كموقع جاذب للاستثمار.وقال الخبير الاقتصادي زياد الهاشمي، الذي حضر المنتدى، إن المشروع "يحمل أهمية كبيرة لربط المدن والمحافظات وتحفيز النقل التجاري"، مشددًا على ضرورة "اعتماد نماذج تشغيلية حديثة تضمن استدامة الخدمات وتحقيق العوائد المالية".
وأشار الهاشمي إلى أن "تحقيق الربحية التشغيلية هو مفتاح نجاح هذا المشروع"، داعيًا إلى "توسيع الشراكات مع شركات تشغيل متخصصة لضمان الإدارة الفنية والمالية الحديثة"، مؤكدًا أن "دور الجهات الرسمية سيكون محوريًا في التنظيم والرقابة وضمان جودة التنفيذ".
خاتمة: تكامل سياسي واقتصادي نحو طريق المستقبل
في الوقت الذي تتسارع فيه خطوات الربط الإقليمي، يبقى "طريق التنمية" مشروعًا استراتيجيًا للعراق والمنطقة، يستدعي تنسيقًا عالي المستوى بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية. وبينما تعبّر الدول الإقليمية عن اهتمامها بربط شبكاتها بهذا الطريق، فإن استكمال العمل على البنية التحتية العراقية، بدعم من التمويل الدولي، يمهّد لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي ويعزز موقع العراق الجيوسياسي على الخارطة الدولية.