تشهد القارة الأوروبية تصعيدًا ملحوظًا في التوترات العسكرية، لا سيما على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي مع روسيا، في ظل تحركات ميدانية وتحذيرات أمنية أثارت قلق العواصم الأوروبية من احتمال لانزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية.
وأفادت وسائل إعلام أوروبية بأن "طائرات مسيّرة أُسقطت داخل الأراضي البولندية، في حين تم رصد تحليق أخرى في أجواء ألمانيا والدنمارك، إلى جانب ظهور مناطيد غير معروفة الهوية في سماء ليتوانيا، ما أسهم في رفع حالة التأهب الأمني في عدد من دول المنطقة".
وفي هذا السياق، أطلق حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الإثنين، 13 تشرين الأول/أكتوبر، مناورات عسكرية واسعة النطاق تحاكي سيناريوهات لحرب نووية، بمشاركة كل من هولندا وألمانيا وبريطانيا وعدد من الدول الأعضاء في الحلف.
وتشير التقارير إلى أن نحو 70 طائرة حديثة، بعضها قادر على حمل رؤوس نووية، تشارك في المناورات التي تُجرى فوق بحر الشمال، انطلاقاً من قواعد عسكرية في هولندا وبلجيكا وبريطانيا والدنمارك.
وفي هولندا، كشفت مصادر محلية عن بدء الحكومة تنفيذ استعدادات احترازية شملت إخلاء بعض الأرصفة في ميناء روتردام لاستخدامها في حالات الطوارئ لاستقبال المعدات العسكرية.
كما شهدت بعض المدن توزيع كتيّبات توعوية هي الأولى من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية، تتضمن تعليمات للتعامل مع الأزمات المحتملة.
وتضمنت الإرشادات الرسمية دعوة المواطنين إلى تجهيز مصابيح تعمل بالطاقة، وأجهزة راديو تقليدية، وتخزين مواد غذائية تكفي لثلاثة أيام، إلى جانب الاحتفاظ بمبالغ نقدية تحسبًا لانقطاع التيار الكهربائي أو توقف خدمات الصراف الآلي.
ويثير هذا التصعيد تساؤلات متزايدة حول ما إذا كانت هذه التحركات تمهيدًا لأزمة أمنية حقيقية، أم أنها تأتي ضمن إطار استعراض القوة والحرب النفسية بين الغرب وروسيا، في انتظار ما ستكشفه التطورات المقبلة في المشهد الأوروبي المتوتر.