أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم ليس قابلًا للتفاوض في أي محادثات مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن بلاده لن تتنازل عن هذا الحق السيادي.
وقال عراقجي، في تصريح للصحفيين عقب اجتماع للحكومة الإيرانية: "نسمع مواقف متناقضة من المسؤولين الأمريكيين، وهذا التذبذب لن يكون مفيدًا في سير المفاوضات، بل يزيد تعقيد المشهد ويعيق الوصول إلى تفاهمات واضحة".
وأضاف عراقجي: "أعتقد أنه يمكننا بدء حوار جاد حول إطار اتفاق محتمل، إذا جاء الطرف الأمريكي بمواقف بنّاءة وواقعية"، مشددًا على أهمية الاطلاع على "المواقف الحقيقية" للجانب الأمريكي خلال الجلسة المقبلة من المفاوضات.
وأوضح عراقجي أن "‘إيران ستتعامل مع الوقائع داخل قاعة التفاوض وليس مع التصريحات الإعلامية المتناقضة من قبل المسؤولين الأمريكيين".وعن زيارته المرتقبة إلى العاصمة موسكو، قال عراقجي إنه يحمل رسالة خطية من المرشد الإيراني علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون الكشف عن تفاصيل الرسالة.ومن المقرر أن تعقد الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن السبت المقبل في العاصمة العُمانية.في المقابل، جددت الولايات المتحدة موقفها الرافض لأي نشاط نووي إيراني، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي، إن إيران "لا ينبغي أن تمتلك سلاحًا نوويًّا أو برنامجًا لتخصيب اليورانيوم".
وأضاف المسؤول الأمريكي أن الإدارة الحالية ترى أن أي تقدم نووي إيراني يُعد تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي.
وكانت "تصريحات متضاربة" أطلقها المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أشعلت جدلًا بشأن الموقف الأمريكي من النووي الإيراني.في مقابلة تلفزيونية بُثت مساء الاثنين عبر شبكة "فوكس نيوز"، أشار ويتكوف إلى أن "إيران لا تحتاج لتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 3.67%"، في تصريح فسّره البعض بأنه تنازل مبكر في مفاوضات حساسة. وعاد مكتب ويتكوف مساء الثلاثاء لينشر توضيحًا على منصة "إكس" في محاولة لاحتواء الموقف، يؤكد فيه أن أي اتفاق مستقبلي "يجب أن يُفضي إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، مشددًا على أن وقف التخصيب وبرنامج التسلح من أساسيات الاتفاق.