قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة ستبقى "سرّية"، مشددًا على أن المواقع النووية الإيرانية غير قابلة للاستهداف.وذكر عراقجي، عقب عودته من العاصمة اللبنانية بيروت "لن نتراجع عن حقّنا في التخصيب، ولا نخشى تهديدات إسرائيل"
حق سيادي
وأكد عراقجي، في تصريحات نقلها موقع الحكومة الإيرانية، أن سياسة الحكومة الرابعة عشرة ترتكز على تعزيز التعاون الإقليمي، مشددًا على أن إيران لن تتراجع عن حقّها السيادي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، خصوصًا فيما يتعلّق ببرنامج التخصيب.ولفت عراقجي إلى أن تخصيب اليورانيوم ضروري لتلبية الاحتياجات الطبية والصناعية داخل البلاد، مشيرًا إلى أن النظائر المشعة المنتَجة محليًا تُستخدم سنويًا في علاج أكثر من مليون مريض، مضيفًا "بعض علمائنا ضحّوا بأرواحهم من أجل هذا الإنجاز، ولن نتخلّى عنه تحت أي ظرف".
خطوط حمراء
وأشار الوزير إلى أن الخطوط الحمراء لطهران واضحة، وأنها مستعدّة للشفافية وبناء الثقة، لكن دون المساس بحقوقها الأساسية، موضحًا أن تفاصيل المفاوضات ستظل سرّية ولن تُنشر إلا عبر القنوات الرسمية.وفيما يخص التهديدات الإسرائيلية، أكد عراقجي أن إيران تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، لكنها لا تخشاها، محذرًا من أن أيّ عدوان ستكون له عواقب كارثية على المعتدين.وتابع أن القدرات الدفاعية الإيرانية عالية جدًا، مشيرًا إلى أن المنشآت النووية تم تصميمها بطريقة تجعل استهدافها أمرًا بالغ الصعوبة، كما أن المواد النووية موزّعة بطريقة تمنع أي هجوم حاسم.
مقترح مغشوشوفي سياق متصل، وصف رئيس مؤسسة الدراسات الإيرانية، والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، المقترح الأمريكي الجديد بشأن الاتفاق النووي بأنه "مغشوش وغير واضح"، مشيرًا إلى وجود مشكلات حتى في صياغته باللغة الإنجليزية، ما يعكس، بحسب تعبيره، قلة خبرة الفريق الأمريكي المفاوض مقارنة بنظرائه الإيرانيين.
وفي مقابلة بثّتها قناة "خبر" التابعة للتلفزيون الإيراني، قال صالحي "أقترح أن ندخل في مرحلة بناء ثقة متوازنة، يتم خلالها تنفيذ التزامات فنية متبادلة يمكن قياسها ورقابتها، لضمان حسن النية من الطرفين".وأكد أن الاتفاق النووي السابق المبرم عام 2015 لم يكن خاليًا من العيوب، لكن هناك دومًا سبل للتفاوض وتجاوز العقبات.
نوايا الأطراف
وأشار إلى أن مفتاح العودة إلى التفاهم يكمن في اختبار نوايا الأطراف من خلال تنفيذ تدريجي ومدروس للتعهدات، في إطار مرحلة مؤقتة لبناء الثقة قبل الوصول إلى اتفاق دائم.وتأتي تصريحات صالحي وسط جمود في المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، وتضارب في التسريبات حول فحوى المقترحات الأمريكية الأخيرة، في وقت تُصعّد فيه طهران من لهجتها الرافضة لأي اتفاق "ينتقص من حقوقها السيادية"، وعلى رأسها حقّ تخصيب اليورانيوم، وفق تأكيدات المسؤولين الإيرانيين.
وفي موقف لافت، هاجم المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، المقترح الأمريكي لإحياء الاتفاق النووي، مؤكدًا أنه يتعارض تمامًا مع شعار "نحن قادرون".وشدد خامنئي على تمسك إيران بالاستقلال الوطني والمقاومة والاعتماد على الذات، مشيرًا إلى أن تخصيب اليورانيوم هو مفتاح الملف النووي ولا يمكن التخلي عنه، مستذكرًا تجربة إيران السابقة مع واشنطن، التي كشفت عدم التزام الجانب الأمريكي بتوفير الوقود المخصب.