قال رضا بهلوي، ولي العهد السابق ونجل آخر شاه لإيران، إن المحادثات النووية بين طهران وإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ستفشل في تحقيق السلام في المنطقة، داعياً الغرب إلى إنشاء "صندوق إضراب" لدعم المقاومة المدنية الإيرانية وشل حكومة النظام.
ومع تصاعد الغضب من قمع النظام وسوء إدارته الاقتصادية في احتجاجات شعبية واسعة النطاق على نحو غير معتاد، رأى بهلوي أن الفرصة سانحة للقوى الغربية لتكثيف دعمها لمعارضي النظام والمنشقين المحتملين عنه، في تصريحات نقلتها عنه صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
كما دعا إلى صرف أموال لمساعدة الناس على الانخراط في مقاومة مدنية سلمية، من خلال سلسلة من "الإضرابات العمالية المنظمة التي قد تُشلّ النظام وتُجبره على الانهيار".
واقترح بهلوي تمويل "صندوق الإضرابات"من الأصول الإيرانية المجمدة، مرجّحاً أن شلل النظام نتيجة لتوقفات العمل والإضرابات أمر يمكن أن يحدث في غضون أشهر.
وتعد الإضرابات الجماعية شبحاً قوياً في سياق التاريخ الثوري لإيران، إذ كانت إضرابات عمال النفط حاسمة في تكثيف الضغوط الشديدة على الشاه.
وبعد ما يسمى "الثورة الإسلامية"، قمع النظام الحالي الحركة العمالية، لكنها عادت للظهور كعامل سياسي محتمل، وقد فوجئت طهران بحجم احتجاجات عمال البتروكيماويات في عام 2021.
ويقوم بهلوي، البالغ من العمر 64 عاماً، بجولة في العواصم الأوروبية، متحدثاً إلى وزراء ومسؤولين حكوميين، إضافة إلى مستثمرين من القطاع الخاص، للضغط من أجل تكثيف الدعم للمعارضة الداخلية.
ويخشى أن يكون الخيار الآخر هو التدخل الخارجي، بما في ذلك توجيه ضربات عسكرية محتملة من الولايات المتحدة أو إسرائيل.وقال "لقد استُنفدت الجهود الدبلوماسية دون تحقيق أي تقدم يُذكر، وفي الوقت نفسه، ثمة قلق من أنه في حال فشلها، فهل نتحدث عن عمل عسكري؟"
وأضاف "ما نقترحه هو طريق ثالث، وهو أفضل سبيل لتجنب اللجوء إلى هذا السيناريو. امنحوا الشعب الإيراني فرصة، دعوهم يكونون صانعي التغيير، قبل أن نضطر إلى اللجوء إلى إجراءات أخرى غير مرغوب فيها".
وقت حرجوتأتي اقتراحات بهلوي في وقت حرج، حيث مصير إيران على المحك، وهي أمام مهلة نهائية بشان التوصل إلى جديد أو مواجهة عواقب "وخيمة" لوّحت بها إدارة ترامب.
يعتبر بهلوي فريق ترامب حلفاء أساسيين يدركون تماماً التهديد الذي تشكله طهران، لكنه يعتقد أن المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي محكوم عليها بالفشل.
وقال: "هذا النظام لا يتفاوض بحسن نية". وأضاف: "مهما كانت نواياه حسنة، فإن هذه المحادثات النووية ستُعيد الأمل إلى ديكتاتورية متداعية، وستُطيل أمد تصديرها للإرهاب والفوضى".ويعتقد بهلوي أن طهران ستستغل المحادثات لكسب الوقت، وأن على الغرب التركيز بدلاً من ذلك على دعم المعارضة الداخلية.وأضاف بهلوي أن الاستيلاء على أصول إيران في الخارج المجمدة بموجب العقوبات الدولية، والتي تُقدر قيمتها بـ 100 مليار دولار، قد يُموّل أيضاً زيادة في الإمدادات التكنولوجية لتمكين المتظاهرين والمعارضين والمنشقين المحتملين عن النظام من التواصل والتنظيم فيما بينهم.