شهد العراق هذا العام تزامناً نادراً بين أربعينية الإمام الحسين عليه السلام وذكرى انتقال السيدة مريم العذراء عليها السلام، في لوحة روحية تعكس عمق التعايش الإيماني بين المسلمين والمسيحيين على أرض الرافدين، وترسل رسالة موحدة للعالم بأن القيم الإنسانية النبيلة هي القاسم المشترك الذي يجمع العراقيين رغم اختلاف المعتقدات والطقوس.
وقال بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو في حديثه لوكالة الأنباء العراقية قد يبدو التزامن بين المناسبتين صدفة، لكنه في الحقيقة رسالة عميقة للعراقيين بأن القيم الدينية الأصيلة مشتركة ولا تزول".
وأضاف، "صحيح أن الطقوس تختلف بحسب الديانات والثقافات، لكن الجوهر واحد؛ فالسيدة العذراء في السماء، والإمام الحسين شهيد في السماء أيضاً، وكلاهما مثال للتضحية والفداء والرجاء".
وتابع أن "خدمة الإنسان هي خدمة لله، وهذا ما يجب أن يوحدنا ويبعدنا عن الطائفية وخطاب الكراهية، فالأديان جميعها وُجدت لخدمة البشر، وهذا هو الطريق نحو مستقبل أفضل".
من جانبه، قال راعي كنيسة انتقال مريم العذراء، القس مدين شامل، في حديثه ذكرى انتقال العذراء مناسبة إيمانية تنطلق من العقيدة المسيحية لتشمل المؤمنين كافة، وفي العراق يتعانق الإيمان بالله مع الولاء للوطن، إذ تتحول المناسبات الدينية والوطنية إلى فرص للتعبير عن الوجود المشترك وتحقيق المواطنة الحقيقية".
وأضاف، أن "تزامن هذه الذكرى مع أربعينية الإمام الحسين (ع) يحمل دلالة روحية عميقة، ويعكس وحدة القيم بين الديانتين، حيث تتجسد في كلتا المناسبتين معاني التضحية والفداء والمحبة، لتكون رسالة سلام وتآخٍ تنطلق من العراق إلى العالم".
أما المواطنة سعاد يوسف، فقد استذكرت ذكريات الطفولة في حديثها منذ الصغر كانت والدتي تصحبنا إلى مجالس العزاء الحسينية، وبالمقابل كان جيراننا المسلمون يشاركوننا إضاءة الشموع في المناسبات المسيحية، هكذا ربانا العراق على المحبة والتضامن، ليبقى وطناً يحتضن الجميع".
المصدر: وكالة الأنباء العراقية