هذه هي الانتخابات السادسة بعد 2003؛ بدأت الحكاية في 2005، واليوم، بعد عشرين سنة من أول صندوق اقتراع، يعود العراقيون إلى اختيار ممثليهم في مجلس النواب بدورة جديدة. تتولّى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إدارة العملية فنّيًا ولوجستيًا، مع حضور رقابي محلّي ودعم فني من بعثة الأمم المتحدة، ضمن إطار قانوني يحدّد الدوائر وآليات الفرز وإعلان النتائج.
الانتخاب في النظام العراقي ذو طبيعة نيابية/برلمانية. المواطن ينتخب مجلس النواب، والمجلس يمنح الثقة للحكومة.
ينتخب النواب رئيس الجمهورية داخل المجلس، ويكلَّف مرشح الكتلة الأكبر بتشكيل الوزارة، ثم تُعرض الكابينة الوزارية وبرنامجها لنيل الثقة.
بهذا البناء يتقدّم دور البرلمان في التشريع والرقابة، ويُحسم تشكيل الحكومة عبر التفاهمات البرلمانية وفق الدستور.
يستند التمثيل إلى نظام نسبي بآليات توزيع مقاعد يقرّها القانون، وتتضمّن المنظومة حصةً نسائية لا تقل عن 25% ومقاعد مخصّصة للمكوّنات الدينية والقومية (منها مقاعد للمسيحيين والإيزيديين والشبك والصابئة المندائيين والفيليين)، بما يوسّع قاعدة التمثيل داخل المحافظات.
بهذه الخلفية تتابع وكالة الأنباء العراقية العملية الانتخابية لحظةً بلحظة، وتستعرض مسار الاقتراع في العراق على امتداد عشرين عامًا منذ 2005: من أول صندوق بعد تغيير النظام الديكتاتوري، مرورًا بمحطات 2010 و2014 و2018، وصولًا إلى انتخابات 2021 وما تُشكّله انتخابات 2025 من دورة جديدة في التجربة النيابية.
تاريخ الاقتراع الديموقراطي
بدأت القصة في 30 كانون الثاني/يناير 2005، حين خاض العراقيون أول اقتراع تشريعي بعد سقوط نظام الطاغية؛ انتخابٌ لهيئة انتقالية تكتب الدستور وتدير المرحلة الجديدة في البلاد بـ6655 مرشحًا مسجّلًا. وصوّت نحو 8.4 ملايين شخص بنسبة تقارب 58%، وأُقرّ لاحقًا أن العملية جرت بإسناد أممي وإدارة مفوضية انتخابية وليدة.
بعده بأشهر أُجري الاستفتاء على مسوّدة الدستور في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2005، تمهيدًا لانتخابات برلمان دائم. ثم جاءت انتخابات 15 كانون الأول/ديسمبر 2005 التي شهدت مشاركة أوسع وأرقاماً مشاركة مرتفعة؛ تراوحت بين “قرابة الثلثين” و”فوق 70%”، مع تسجيل برلمانيين 275 مقعدًا ومرحلة سياسية جديدة تحت دستور 2005.
في 7 آذار/مارس 2010 أُجريت انتخابات مجلس النواب بمشاركة قُدِّرت بأكثر من 62%. و6,529 مرشحًا.
ودخلت القوى السياسية مرحلة مفاوضات مطوّلة أفضت إلى تشكيل حكومة ائتلافية. مثّلت العملية تنافسًا واسعًا بين قوائم وتحالفات متعددة ضمن الإطار الدستوري والإجرائي المعتمد آنذاك.
في 30 نيسان/أبريل 2014 أُجريت انتخابات مجلس النواب بتنافس 9032 مرشحاً على 328 مقعدًا بنظام القوائم المفتوحة والتمثيل النسبي.
سُجِّل نحو 62% إقبالًا من هيئة ناخبين بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
تغيّر احتساب المقاعد إلى سانت ليغو المعدّل على مستوى المحافظات، وهو تعديل هدف إلى زيادة التناسُب وتقليص أفضلية القوائم الكبرى وفتح المجال لتمثيل أوسع داخل كل محافظة؛ كما أُعيد توزيع المقاعد التعويضية لتُمنَح للمحافظات مباشرة، ما عزّز حصة الكيانات ذات الأصوات المتوسطة والصغيرة داخل الدوائر المحلية.
في 12 أيار/مايو 2018 أُجريت انتخابات مجلس النواب بمشاركة 6986، ضمن الظروف التي تلت معارك تحرير المدن من قبضة التنظيم الإرهابي داعش، وتداعيات النزوح وإعادة الإعمار.
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عبر وكالة الأنباء العراقية أن عدد من يحق لهم التصويت يناهز 24.35 مليونًا، وأن نسبة المشاركة بلغت 44.52% من المسجّلين.
سُجّلت طعون واعتراضات فنية وإجرائية في بعض الدوائر، مع تقارير عن أعطال في جزء من المراكز. عقب إعلان النتائج الأولية دخلت القوى السياسية في مفاوضات ممتدة لتشكيل حكومة ائتلافية وفق الآليات الدستورية المعتمدة.
في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021 أُجريت انتخابات مبكّرة استجابة لمسار إصلاحي أعقب احتجاجات 2019، مع اعتماد دوائر أصغر ومتعددة بدل الدوائر الواسعة.
بلغت المشاركة الرسمية نقلا عن المفوضية، نحو 41% من أصل هيئة ناخبين تقارب 22.1 مليونًا، وبـ 3249 مرشحاً. جرت العملية بإشراف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومراقبة أممية موسّعة.
استُخدمت إجراءات تقنية أوسع مثل التسجيل البيومتري وأجهزة التحقّق، واعتمد القانون صيغة الدوائر المتعددة بما عزّز التنافس المحلي داخل المحافظات ضمن الأطر الدستورية والإجرائية المعمول بها.
في 2025 يتجدّد الاقتراع لاختيار مجلس نواب من 329 مقعدًا وفق التمثيل النسبي المعدَّل، بإدارة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ودعم فني من (يونامي). قبل التصويت العام أُجري اقتراع خاص لقوى الأمن والنازحين سجّل نحو 82–82.5% مشاركة (أكثر من 1.1 مليون من أصل 1.34 مليون مؤهَّل)، وهي الأعلى في احصائيات الانتخاب منذ 2005 فيما يستعد أكثر من 21 مليون ناخب مسجّل للتصويت في 8703 مراكز موزّعة على المحافظات. بلغت أعداد المرشحين نحو 7744 مرشحًا ضمن قوائم وتحالفات متعددة.
المصدر: وكالة الأنباء العراقية