05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
16 Jun
16Jun

يبدو أن الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران، قد طالت العراق بشكل أو بآخر، ليس كساحة لتصفية الحسابات بين الطرفين، وإنما لكونه هدفا يراد الوصول إليه، حيث يرى سياسيون ومختصون، اليوم الاثنين، أن هناك مخططا أمريكيا مخفيا وراء التصعيد الإسرائيلي الإيراني، وذلك لتحقيق ثلاثة أهداف: وهي إفشال الدولة، وقطع الغاز الإيراني عن العراق، وتأجيل الانتخابات.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم عصائب أهل الحق، محمود الربيعي، في حوار مع الزميل هاني عبد الصاحب، ”، إن “إسرائيل لا تستهدف إيران أصلا، حيث أنه ليس في وجدانها، ولا عقيدتها احتلال إيران، إنما وجدانها وسياستها وعقيدتها وإعلامها كله يصب نحو احتلال العراق”.

وأضاف، “كلنا نعرف أن إسرائيل الكبرى تمتد من النيل إلى الفرات، وبالتالي من المشمول بذلك؟”، مبينا أن “القوات الأمريكية منذ دخولها العراق قبل 22 عاما، لم تأتي بخير للعراق، حيث كل ما تريده هو أن يكون العراق دولة فاشلة تابعة لها”.إلى ذلك، قال الدبلوماسي الإيراني السابق، أمير الموسوي، إن “الجميع يعرف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أصدر قرارين بمنع تصدير الغاز الإيراني إلى العراق، حيث أن إيران رفضت هذا القرار  والحكومة العراقية أيضا لعدم وجود البديل”.

وأضاف، أن “الجمهورية الاسلامية غضت الطرف أيضا عن موضوعة الدفع المالي، وهذا ما أغضب الكيان الصهيوني وأمريكا، لذلك تم أمس استهداف الغاز الإيراني في حقل بارس، وهذا إن دل فإن أمريكا وإسرائيل يريدان قطع الغاز الإيراني عن العراق، أي أن العراق يعاقب من خلال إيران”.وتابع أن “الهدف الآن هو العراق، وعلى الحكومة إدراك ذلك، هناك صراع صهيو أمريكي مخفي ضد العراق”.

من جانبه، قال المحلل السياسي، حيدر البرزنجي، إن “هناك 5 مليون وثيقة تم الحصول عليها من قبل الاستخبارات الإيرانية والتي سرعت من الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على طهران”.وأضاف، أن “المخطط الذي كان وفق تلك الوثائق كان هو ضرب إيران في شهر أب أغسطس المقبل، بعد إحداث خلل وفوضى في الداخل الإيراني من أجل إسقاط النظام”، مؤكدا أن “العراق كان جزءا من المخطط، حيث كان من المقرر إحداث فوضى في الداخل العراقي في الشهر ذاته، فلا تكون بذلك انتخابات”.

وتابع أن “إسرائيل ترى أنه إذا كان هناك فوضى في إيران والعراق قادر على المساعدة فلن يتردد، لذا كان المخطط إشغال الساحتين”.ويعتزم مجلس النواب، الثلاثاء المقبل، عقد جلسة استثنائية، لمناقشة التصعيد الإقليمي في المنطقة، وانتهاك سيادة العراق.

وطالب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أمس الأحد، خلال اتصال مع رئيس الوزراء، محمد السوداني، بمنع إسرائيل من استخدام مجاله الجوي لشن هجمات على إيران، محذرا من أن السماح باستغلال الأراضي العراقية يُهدد الأمن الإقليمي، فيما شدد على ضرورة حماية السيادة العراقية.ويُخالف استخدام إسرائيل للأجواء العراقية القانون الدولي، لا سيما ميثاق الأمم المتحدة (المادة 2، الفقرة 4) الذي يحظر انتهاك سيادة الدول أو استخدام أراضيها دون إذن.

وتُعتبر هذه الخروقات انتهاكا لاتفاقية شيكاغو 1944، التي تُنظم استخدام الأجواء الوطنية وتُلزم الدول بحماية سيادتها الجوية.

ويُشير خبراء قانونيون إلى أن العراق يحق له اللجوء إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات على إسرائيل، بموجب الفصل السابع من الميثاق الأممي.وعاشت منطقة الشرق الأوسط، خلال الأيام الماضية، في حقل من النار، فبعد هجوم إسرائيلي مفاجئ فجر الجمعة الماضية، على العاصمة طهران ومدن عديدة في إيران، استهدفت خلالها قيادات كبيرة ومنشآت عسكرية ونووية، جاء الرد الإيراني، ليصعق تل أبيب، بوابل من الصواريخ الباليستية، إيذانا باستمرار القصف جدالا بين الطرفين حتى هذه اللحظة، في ظل تحذيرات من اتساع رقعة الحرب.

وتزداد المخاوف في الداخل العراقي من تداعيات الحرب الخطيرة، وانعكاساتها المحتملة على العراق، خصوصا بعد انتهاك إسرائيل وإيران على حد سواء للأجواء العراقية، حيث أفادت مصادر بعبور مئات الطائرات والصواريخ الإسرائيلية والإيرانية المتبادلة فوق أراضيه.وقدم العراق، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، متهمة إياها باستخدام الأجواء العراقية لتنفيذ هجمات عسكرية على إيران، واصفة ذلك بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وسبق أن دانت الحكومة العراقية “الاعتداء العسكري الذي شنه الكيان الإسرائيلي على أراضي إيران”، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع “فوري” لاتخاذ إجراءات تهدف لردع “هذا العدوان”.وكان السوداني قد عبر خلال استقباله سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق، توماس سيلر، أن العراق ما زال يبذل أقصى درجات ضبط النفس، ويحرص على الابتعاد عن الصراعات الإقليمية، مقدما مصلحة الشعب العراقي.

واستقبل السوداني، الجمعة الماضية، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق ستيفن فاجن، وقائد قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، الجنرال كيفن ليهي، في أعقاب هذه التطورات، وجدد رفضه لاستخدام أراضي العراق أو مجاله الجوي في تنفيذ أعمال عدوانية ضد أي دولة مجاورة، فيما أكد حق البلاد باتخاذ الإجراءات القانونية بهذا الشأن.كما أجرت بغداد اتصالات مع كل من طهران وواشنطن للنأي بنفسها عن النزاع العسكري الدائر بين إيران وإسرائيل، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أمس الأول السبت، عن مسؤولين رفيعين.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة