مع اقتراب تنصيب ترامب..الصدر يجدد المطالبة بـ«حصر السلاح» و«المجاميع المنفلتة»
مع اقتراب تنصيب ترامب..الصدر يجدد المطالبة بـ«حصر السلاح» و«المجاميع المنفلتة»
06 Jan
06Jan
يبدو أن رياح التغيير التي وصلت سوريا، بدأت بوصلتها تتجه صوب العراق، بالتزامن مع النقاشات الجارية حول “تفكيك الفصائل”، مع دخول ترامب الى البيت الأبيض في الـ20 من يناير كانون الثاني الجاري.
إذ جدد زعيم التيار الوطني مقتدى الصدر، اليوم الاثنين، الدعوة الى “حصر السلاح بيد الجيش والقوات الأمنية”، وذلك بمناسبة عيد الجيش العراقي الرابع بعد الـ100، حيث تحل هذه المناسبة في وقت وظرف استثنائي في المنطقة مع التطورات نحو “تقليل نفوذ الجهات المسلحة الموازية”.وشهد العراق مواقف تحبس الأنفاس، بسبب سلاح الجماعات المسلحة، كان آخرها ما حدث بعد الانسداد السياسي في 2022، والذي تحول إلى أعمال عنف وصراع مسلح داخل بغداد بين سرايا السلام التابع للتيار الصدري وفصائل أخرى موالية لأحزاب الإطار التنسيقي المناوئ له.
وغالبا الفصائل المسلحة، ما تستعرض بسلاحها الخفيف والثقيل بشكل علني، وخاصة غير المنضوية في هيئة الحشد الشعبي، وقد نفذت هذه الفصائل العديد من الهجمات التي طالت المصالح الأجنبية في العراق، بواسطة صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة والعبوات الناسفة.
وقال الصدر في تغريدة ، إنه “نتقدم بوافر التبريكات لجيش الوطن وسوره الشامخ”، مهنئا القيادات والأفراد ومتمنيًا لهم “الثبات على حب الوطن والشعب وان يبعد الله عنهم كابوس الفساد والتبعية”.
وتابع: “من هنا نجدد المطالبة بحصر السلاح بيد الجيش والقوات الأمنية فلا وألف لا للسلاح المنفلت والمجاميع المنفلتة”.
وأكد رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، في 30 ديسمبر كانون الأول 2024، ان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اكد لرئيس الوزراء العراقي ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، مشيرا الى ان الحكومة تعمل على ذلك.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قام بزيارة إلى العراق يوم 13 كانون الأول ديسمبر 2024، التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مما زاد من حدة التساؤلات عن موقف الحكومة العراقية والفصائل المسلحة من التطورات الإقليمية.
وحسب مصادر متطابقة، فإن بلينكن أوصل رسالة شفهية من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى السوداني بشأن عدم التدخّل في الوضع السوري، فضلا عن دعوته إلى منع خوض الفصائل المدعومة من إيران مواجهة مسلّحة مع الفصائل السورية أو أن تتلاعب بأمن المنطقة.وحظي بلينكن، فور هبوط طائرته في مطار بغداد الدولي، باستقبال من دبلوماسيين أميركيين فقط، من دون أن يكون في استقباله أي مسؤول عراقي، بحسب ما أظهرته الصور التي وثقت لحظة نزوله من الطائرة.
وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فقد حث الوزير أنتوني بلينكن، الحكومة العراقية على دعم الانتقال الديمقراطي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشيراً إلى أهمية دور العراق في تعزيز سيادته واستقراره الإقليمي. كما كشف مسؤول أمريكي، لشبكة CNN، أن بلينكن طلب من السوداني “اتخاذ إجراءات صارمة” ضد الميليشيات المدعومة من طهران في بلاده، ووصف المسؤول الطلبات بأنها “واسعة النطاق”.
مع سقوط النظام السوري والتوجه نحو تشكيل حكومة بديلة، يواجه العراق تحديا إستراتيجيا يتمثل في الحفاظ على مصالحه الوطنية وبناء علاقات إيجابية مع القيادة السورية الجديدة، بشكل يخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها، إذ ينبغي لصانع القرار العراقي أن يأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار فهم القوى الجديدة وتحليل امتداداتها، وعوامل قوتها وضعفها وتحصين الحدود، بحسب مختصين.وسبق لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني، أن أورد في منهاجه الوزاري، فقرة تخص السيطرة على السلاح المنفلت وحصره بيد الدولة، وهي ذات الفقرة التي وردت في كافة البرامج الحكومية لرؤساء الحكومات السابقة، لكن لم تنفذ، لا سابقا ولا حاليا.وانهار حكم بشار الأسد الذي استمر قرابة ربع قرن، مع دخول هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة مسلحة دمشق فجر الأحد الثامن من كانون الأول 2024، وفرار الرئيس السوري الى روسيا.
وقررت إدارة العمليات العسكرية في سوريا تكليف محمد البشير، رئيس “حكومة الإنقاذ” العاملة في إدلب، بتشكيل حكومة تدير المرحلة الانتقالية في البلاد حتى 1 آذار مارس 2025.ويعد العراق من بين أكثر 25 دولة حيازة للسلاح، كما تشير دراسة أعدها آرون كارب المحاضر في جامعة دومينيون الأمريكية، والتي نشرت عام 2018.
ولا يوجد إحصاء رسمي بعدد قطع السلاح الموجودة داخل المجتمع العراقي، لكن التقديرات تتحدّث عن أرقام متفاوتة بالعادة بين 13 و15 مليون قطعة سلاح متوسط وخفيف، أبرزها بنادق “كلاشنكوف” و”بي كي سي” و”آر بي كي” الروسية، إلى جانب مدافع “هاون” وقذائف “آر بي جي” التي باتت تُستخدم أخيرا بكثرة في النزاعات العشائرية جنوبي ووسط البلاد.