مع بدء العد التنازلي لاحتضان العاصمة بغداد، القمة العربية يوم السبت المقبل الموافق 17 أيار مايو الجاري، يستمر الجدل السياسي والشعبي في العراق حول حضور الرئيس السوري احمد الشرع للقمة لاسيما وانه تزامن ذلك مع رفع أعلام الدول العربية المشاركة في القمة على على جانبي شارع مطار بغداد الدولي، أحد أهم شوارع العاصمة، بما في ذلك العلم السوري الجديد.
وفي هذا الإطار، أكد المحلل السياسي والمقرب من الحكومة عدنان السراج، اليوم الأحد، أن الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع، اعتذر عن حضور القمة العربية في بغداد، مبينا أن العراق لم يقدم أي تنازلات من أجل القمة العربية.
وقال السراج في حوار مع الزميلة بتول الحسن،، إن “الكلف المالية التي تم تخصيصها من قبل الحكومة للقمة العربية هي 235 مليار دينار على مدار اليومين المخصصين للقمة”، مبينا أنه “لم يتم صرفها جميعا حتى الآن حيث صرف جزء منها لتجميل العاصمة بغداد”.وأضاف أن “العراق لم يقدم أي تنازلات من أجل القمة العربية، كما لا يوجد اعتراض في الداخل العراقي على القمة، مجرد التواجد السوري في القمة وقد اعتذر الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع عن الحضور وسوف يمثله وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني”.
وأكد أن “سوريا سوف تكون مدانة داخل مؤتمر القمة المقرر في 17 آيار مايو الجاري، حيث ستكون أمام مواجهة حقيقية حول ما يحصل في الداخل السوري من إرهاب”.وتابع: “لاتوجد أي دولة قد اعتذرت عن الحضور إلى القمة العربية”، وحول منع التظاهر خلال القمة، أجاب قائلا: “لسنا في دولة دكتاتورية ولكن إدارتنا للعملية الديمقراطية غير ناجحة”.وأعلنت وزارة الداخلية، أمس السبت، عن حزمة من الإجراءات الأمنية المشددة استعداداً لانعقاد القمة العربية في العاصمة بغداد، مؤكدةً أنها لن تسمح بتنظيم أي تظاهرات خلال الفترة من 11 إلى 20 أيار مايو الجاري، تحت أي ذريعة كانت، سواء خدمية أو غيرها.
وكانت مصادر مطلعة، ”، بأن “هناك ترددا وقلقا في سوريا حول حضور الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع إلى بغداد للمشاركة في القمة العربية، في ظل اعتراضات أبدتها بعض الشخصيات والكتل السياسية داخل العراق”، مشيرة الى أن “هناك خطتين يجري التحضير لهما، وهما أرسال وزير الخارجية أسعد الشيباني لتمثيل سوريا، ولكن قبيل دخول رؤساء وقادة الدول العربية للقمة يحضر الشرع، ليبقى فترة وجيزة ومن ثم يغادر العراق عائدا لبلاده”.وأكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف الرشيد، أمس السبت، رفض بلاده أي تدخلات خارجية في شؤون سوريا، مشيرا إلى أن مستوى مشاركتها في القمة العربية المرتقبة في بغداد يعود لقيادتها.ولم يصل أي اعتذار رسمي من قبل الحكومة السورية، إلى العراق عن مشاركة الرئيس السوري، أحمد الشرع، حتى اللحظة (وقت كتابة الخبر)، وبالتالي أمر مشاركته من عدمه بيد الشرع، بحسب مصادر رسمية.
وتحتضن العاصمة العراقية بغداد يوم 17 أيار الجاري، مؤتمر القمة الـ34 لمجلس جامعة الدول العربية، وتستعد لاستقبال وفود من 21 دولة عربية، وعددا من الوفود والسفراء الأجانب الذين سيحضرون القمة.
وأكد رئيس تحالف العمق الوطني، خالد الأسدي، في 8 آيار مايو الجاري، أن القمة العربية في بغداد قد افرغت من محتواها بسبب تزامنها بعد فترة وجيزة من قمة القاهرة، متحدثا عن تداعيات حضور الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى القمة، وتأثيراته على الداخل العراقي.
وكان النائب مصطفى سند، أكد في 6 أيار مايو الجاري، أن تكلفة القمة العربية ليوم واحد تجاوزت 250 مليار دينار”، مبينا أن “تبليط شارع المطار بلغ 100 مليار دينار، بمشروعين، واحد مباشر، والآخر إلى قاعة الشرف”، فيما أشار إلى أن “تكاليف الضيافة من أدوات طعام، وصلت إلى 13 مليار دينار، من دون الطعام”.وتشهد العاصمة العراقية بغداد، خلال هذه الأيام، حملة تجميلية، استعدادا لاستضافة القمة العربية المرتقبة، حيث رُصدت مبالغ مالية ضخمة لتنظيف وتجميل بعض أجزاء المدينة التي ستستقبل قادة الدول العربية.
وتأتي هذه القمة في ظرف إقليمي ودولي بالغ الحساسية، مما يجعلها محطَّ أنظار المراقبين والمحللين السياسيين، على الصعيدين المحلي والإقليمي.وكشف السياسي، سالم مشكور، في 5 آيار مايو الجاري، عن عروض وتنازلات، قدمتها الحكومة العراقية، مقابل حضور بعض قادة الدول إلى القمة، مؤكدا أن كافة القمم العربية هي إجراء روتيني لا جدوى منه، واصفا الجامعة العربية بـ”الميتة سريريا”.وكان رئيس الوزراء، محمد السوداني، أكد في مقابلة مع الصحفي الأميركي تيم كونستانتين، أن حضور الرئيس السوري، إلى القمة “مهم جدا لإيضاح رؤية سوريا الجديدة”، مبينا أن استضافة القمة العربية في بغداد مهمة لتأكيد دور العراق وعلاقاته المتوازنة في المنطقة، فيما شدد على أنه “لن نكون مجرد بلد مستضيف، بل مبادر لتقديم الحلول لمختلف الأزمات التي يمر بها الشرق الأوسط”.وفوّض الإطار التنسيقي، في 30 نيسان أبريل الماضي، رئيس الوزراء محمد السوداني، باتخاذ القرار بشأن مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع، في القمة العربية المرتقبة بعد أشهر من الخلافات والتصعيد.وفي 27 نيسان أبريل الماضي، تسلم فيه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، دعوة رسمية من العراق لحضور فعاليات القمة العربية في 17 آيار مايو 2025.