05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
16 Jun
16Jun

في خطوة تُعد الأولى من نوعها، بدأت الحكومة العراقية بنشر منظومات دفاع جوي متطورة من طراز “بانتسير” الروسية الصنع حول عدد من الحقول النفطية الاستراتيجية في جنوب البلاد، وسط تصاعد التهديدات الإقليمية وتنامي خطر الطائرات المسيّرة.

الخبير في الشؤون الأمنية، أحمد التميمي، وصف هذه الخطوة بأنها “قرار احترازي صائب”، مشيرا في حديثه، اليوم الإثنين (16حزيران 2025) إلى أن المشاهد التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخراً تكشف عن توجه حكومي جاد نحو حماية مصادر الثروة الوطنية.وأضاف التميمي أن “الحقول النفطية تشكل عصب الاقتصاد العراقي، إذ تمثل ما لا يقل عن 90% من موارده، وبالتالي فإن تأمينها ضد أي تهديد خارجي أو داخلي لم يعد ترفاً، بل بات ضرورة وطنية من الدرجة الأولى”.

وحذر التميمي من “سهولة امتلاك الطائرات المسيّرة من قبل الجماعات التخريبية والإرهابية، ما يتطلب إعادة النظر في الخطط الأمنية التقليدية التي تُعتمد لحماية المنشآت الحيوية”، مشددًا على أن “نشر منظومات الدفاع الجوي يشكل بداية صحيحة، لكنها بحاجة إلى تطوير متواصل، يشمل إقامة أطواق حماية متعددة حول الحقول”.

وختم التميمي تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة الحالية بما تحمله من تعقيدات جيوسياسية وإقليمية، تتطلب جهوداً مضاعفة لتأمين المنشآت الحيوية في البلاد وضمان استمرار الإنتاج من دون تهديدات.ويأتي قرار نشر منظومات دفاع جوي حول الحقول النفطية العراقية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصاً بعد تصاعد التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وتزايد احتمالات امتداد النزاع إلى الأراضي العراقية، إما بشكل مباشر أو عبر وكلاء إقليميين.منظومة “بانتسير” التي جرى الحديث عنها، 

تُعد من أبرز منظومات الدفاع الجوي قصيرة إلى متوسطة المدى، وتتميز بقدرتها على التصدي للطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة، ما يجعلها خياراً مناسباً لمواجهة التهديدات الحديثة وغير التقليدية.وفي ظل اعتماد الاقتصاد العراقي بشكل شبه كلي على تصدير النفط، فإن أي تهديد يمس البنية التحتية النفطية يُعد تهديداً مباشراً لمصدر دخل الدولة واستقرارها الاقتصادي، ما يفسر جدية التحركات الحكومية الأخيرة في هذا الاتجاه.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة