في مباراة نهائية مثيرة ومتقلبة، تمكن فريق برشلونة من حصد لقب كأس ملك إسبانيا بعد فوزه الصعب على غريمه ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدفين. هذا الانتصار منح "البلوغرانا" لقبًا غاليًا وأكد تفوقهم على حامل اللقب في المواجهات المباشرة هذا الموسم.قد يجادل البعض بأن ريال مدريد قدم أداءً أفضل في هذه المباراة النهائية مقارنة بهزائمهم الثقيلة السابقة أمام برشلونة هذا الموسم، سواء بالرباعية في الدوري أو الخماسية في كأس السوبر، إلا أن الحقيقة المرة لجماهير "الميرنغي" هي أن "الأفضل" لم يكن كافيًا لتجنب الهزيمة، وأن هناك تفاصيل كارثية تضافرت لتمنح الكأس لكتالونيا.
لعنة الإصابات تضرب صفوف الملكي
أحد أبرز هذه التفاصيل كان الإصابات التي ضربت صفوف الفريق قبل وأثناء المباراة، فبالإضافة إلى الغيابات المؤثرة التي عانى منها الفريق في المراحل السابقة، اضطر المدرب إلى إبقاء النجم كيليان مبابي على مقاعد البدلاء في بداية اللقاء، وهو ما أثر في القوة الهجومية للفريق في الشوط الأول. وخلال المباراة، تفاقمت الأمور بخروج كل من فيرلاند ميندي وفينيسيوس جونيور وأنطونيو روديغر مصابين؛ ما أربك حسابات المدرب وأجبره على إجراء تغييرات اضطرارية أثرت في الانسجام العام للفريق.
خطأ كورتوا.. نقطة تحول في المباراة
ولم تقتصر الكوارث على الإصابات، بل امتدت لتشمل أخطاء فردية قاتلة كلفت الفريق غاليًا، يبرز هنا بشكل خاص خطأ الحارس تيبو كورتوا في التعامل مع انفراد فيران توريس.
ففي وقت كان فيه ريال مدريد متقدمًا بهدفين لهدف استقبل كورتوا الكرة بشكل خاطئ لتسكن الشباك، معيدة المباراة إلى نقطة الصفر ومنحت برشلونة دفعة معنوية كبيرة في توقيت صعب من اللقاء.
تردد دياز يكلف الفريق لقب الكأس
كما لا يمكن إغفال الخطأ الفادح الذي ارتكبه النجم الشاب إبراهيم دياز قبل الهدف الثالث القاتل لبرشلونة. ففي هجمة مرتدة واعدة لريال مدريد، تباطأ دياز في استقبال تمريرة متقنة من لوكا مودريتش، منتظرًا وصول الكرة إليه بدلًا من التقدم خطوة لاستلامها. هذا التردد سمح للمدافع الكتالوني غول كوندي بالوصول إلى الكرة قبل دياز، ليخطفها ويسددها قوية في الشباك، مسجلًا هدف الفوز القاتل قبل نهاية المباراة بلحظات قليلة. هذه الغلطة الفردية كلفت ريال مدريد لقب الكأس في الثواني الأخيرة.
بالإضافة إلى هذه التفاصيل الكارثية، لا يمكن تجاهل الحالة النفسية التي قد يكون عليها اللاعبون بعد سلسلة الهزائم أمام الغريم التقليدي هذا الموسم. فثلاث خسائر في مباريات قمة تحمل طابعًا نفسيًّا خاصًا، قد تؤثر في ثقة اللاعبين وقدرتهم على تقديم أفضل ما لديهم في اللحظات الحاسمة.
ختامًا، يمكن القول إن خسارة ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا لم تكن مجرد نتيجة مباراة، بل كانت محصلة لتفاصيل كارثية متعددة، بدأت بالإصابات المؤثرة مرورًا بالأخطاء الفردية القاتلة، وصولًا إلى الحالة النفسية التي قد تكون أثرت في أداء اللاعبين. ورغم أن الفريق قد يكون قدم أداءً "أفضل" مقارنة بمواجهات سابقة، فإن هذه التفاصيل الصغيرة كانت كافية لمنح برشلونة اللقب وحرمان ريال مدريد من فرحة التتويج.