يُحاكي أحدث إصدار من روبوت الدردشة الذكي "جروك" التابع لإيلون ماسك آراء مُبتكره الملياردير، لدرجة أنه يبحث أحياناً على الإنترنت عن موقف ماسك من قضية ما قبل إبداء رأيه، وفق تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وأثار السلوك غير المعتاد لـ"جروك 4"، نموذج الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته شركة "إكس إيه آي" التابعة لإيلون ماسك، مساء الأربعاء، دهشة بعض الخبراء
ويُمثل "جروك"، المُصمم باستخدام قوة حوسبة هائلة في مركز بيانات بولاية تينيسي، محاولة ماسك للتفوق على منافسيه مثل "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي" و"جيميني" من "غوغل"، في بناء مساعد ذكاء اصطناعي يُظهر منطقه قبل الإجابة عن سؤال.
وأدت جهود ماسك المتعمدة لتشكيل جروك بشكل منافس لما يعتبره "الأرثوذكسية" المستيقظة لصناعة التكنولوجيا فيما يتعلق بالعرق والجنس والسياسة، إلى إدخال روبوت المحادثة في مشاكل بشكل متكرر، وأخيراً عندما أطلق عبارات معادية للسامية، وأشاد بأدولف هتلر، وأدلى بتعليقات كراهية أخرى لمستخدمي منصة التواصل الاجتماعي "إكس" التابعة لماسك قبل أيام قليلة من إطلاق جروك 4.
لكن يبدو أن الميل إلى التشاور مع آراء ماسك يطرح مشكلة مختلفة، إذ قال سيمون ويلسون، باحث مستقل في مجال الذكاء الاصطناعي يختبر الأداة: "إنه أمر استثنائي. يمكنك طرح سؤال مُحدد يتناول مواضيع مثيرة للجدل. ثم يمكنك مشاهدته وهو يبحث حرفياً على محرك البحث في إكس عما قاله إيلون ماسك حول هذا الموضوع، كجزء من بحثه عن كيفية الرد".
وأحد الأمثلة التي انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وكررها ويلسون، طُلب من "جروك" التعليق على الصراع في الشرق الأوسط. لم يذكر السؤال المطروح اسم ماسك، لكن روبوت المحادثة بحث عن إرشاداته على أي حال.
وبصفته نموذجاً يُسمى "استدلالًا"، يشبه إلى حد كبير نماذج OpenAI أو Anthropic المنافسة، يُظهر "جروك 4" "تفكيره" أثناء مروره بخطوات معالجة السؤال والتوصل إلى إجابة. تضمن جزء من هذا التفكير هذا الأسبوع البحث في إكس، وهو موقع تويتر السابق الذي تم دمجه الآن في xAI، عن أي شيء قاله ماسك عن إسرائيل أو فلسطين أو غزة أو حماس.
ووفقاً لمقطع فيديو للتفاعل، قال روبوت المحادثة لويلسون: "قد يُقدم موقف إيلون ماسك سياقاً، نظراً لنفوذه". وأضاف: "ندرس حالياً آراءه لمعرفة ما إذا كانت تُرشدنا في الإجابة".
وقدّم ماسك وشركاؤه المؤسسون في xAI روبوت المحادثة الجديد في فعالية بُثّت مباشرة مساء الأربعاء، لكنهم لم ينشروا شرحاً تقنياً لطريقة عمله، المعروفة باسم بطاقة النظام، التي تُقدمها عادة الشركات في صناعة الذكاء الاصطناعي عند طرح نموذج جديد.
وقال تيم كيلوج، كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي في شركة Icertis للبرمجيات: "في الماضي، كان هذا السلوك الغريب ناتجاً عن تغييرات في مطالبات النظام"، وهو ما يحدث عندما يُبرمج المهندسون تعليمات مُحددة لتوجيه استجابة روبوت المحادثة.
وأضاف: "لكن يبدو أن هذا الأمر متأصل في جوهر جروك، وليس واضحاً لي كيف يحدث ذلك. يبدو أن جهود ماسك لإنشاء ذكاء اصطناعي صادق إلى أقصى حد قد دفعته بطريقة ما إلى الاعتقاد بأن قيمه الخاصة يجب أن تتوافق مع قيم ماسك نفسه".