حذر مركز حقوقي عراقي، من جفاف تسعة أنهار في البلاد، تلفظ أنفساها الأخيرة حالياً وستترك تداعيات خطيرة على حياة السكان المستفيدين من مياهها.وبجانب نهري دجلة والفرات القادمين من تركيا مروراً بسوريا، يخترق العراق، عشرات الأنهار الفرعية التي تشكل روافد أو فروعا للنهرين الكبيرين وتمر في العديد من محافظات الوسط وجنوب البلاد.
وقال مركز العراق لحقوق الإنسان، إن "الجفاف الذي يضرب محافظات الجنوب، وأبرزها البصرة، لم يعد ظرفاً مؤقتاً، بل يشهد ارتدادات سلبية متصاعدة يوماً بعد آخر، خاصة مع جفاف 7 إلى 9 أنهار فرعية تتفرع من دجلة والفرات".وأوضح رئيس المركز غير الحكومي، علي العبادي، في بيان، أن تلك الفروع "بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهناك عشرات الصور التي توثّق ذلك المشهد المأساوي"، محذراً من "انفجار شعبي مرتقب قد يطال سبع محافظات جنوبية بسبب تفاقم أزمة الجفاف والتلوث".
وأضاف العبادي أن "جنوب العراق بات مهدداً بتسونامي جفاف واسع، يُنذر بغضب شعبي عارم، في ظل انعدام الخطط العاجلة واستمرار الإهمال الحكومي"، لافتاً إلى أنه "التقى قبل عطلة عيد الأضحى وزير الموارد المائية وسكرتير رئيس الوزراء رئيس مجلس الوزراء لطرح خطورة الموقف، وضرورة أن يكون لبغداد دور مباشر في المعالجات الفورية".وأشار إلى أن "الحلول العاجلة يجب أن تتضمن رفع التجاوزات، وتسريع مشاريع تحلية المياه، وتحقيق عدالة في توزيع الموارد المائية، مع ضرورة إيصال المياه الخام إلى محطات الإسالة"، محذراً من أن "ما تبقى من المياه يتعرض لتلوث حاد؛ ما يفاقم المعاناة ويهدد بحدوث احتجاجات جماهيرية خلال الفترة المقبلة".
وشدد العبادي على أن "أزمة الجفاف لا تُحل بمسكنات مؤقتة، بل تحتاج إلى تبني مشاريع استراتيجية لتحلية مياه البحر، لتأمين بدائل دائمة وخلق شريان حياة جديد بعيداً عن الأطر التقليدية، على الأقل لتوفير مياه الشرب للمناطق والقرى والقصبات الجنوبية".وشهدت البلاد بالفعل احتجاجات من قبل مربي اسماك ومزارعي أرز بسبب جفاف وتلوث مياه الأنهار في بعض المناطق؛ ما أدى لنفوق جماعي لعدد كبير من الأسماك وتراجع زراعة أرز "العنبر" المحلي.وتصنف الأمم المتحدة، العراق من البلدان الخمسة الأكثر تأثراً بالتغيير المناخي في العالم، ومواجهة آثار اقتصادية خصوصاً في قطاعات الزراعة والبيئية والصحة؛ ما يمثل تهديدات خطيرة تواجهها البلاد.