05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
07 Apr
07Apr

في مشهد أقرب إلى أفلام الجريمة والتشويق، تتسلل غواصات بدائية الصنع عبر ظلام المحيط الأطلسي، محملة بأطنان من  الكوكايين الكولومبي عالي الجودة، نحو شواطئ إسبانيا الوعرة.لكن خلف هذه الرحلات الانتحارية تقبع صناعة منظمة، تتحد فيها كارتلات أمريكا الجنوبية مع عصابات أوروبية، في سباق خطير لإغراق القارة البيضاء بـ"الذهب الأبيض".

رحلة في "نعش عائم"

في تقرير ميداني لصحيفة "ذا صن"، وصف الصحفي وليام هارفي، الغوص داخل أول غواصة مخدرات تم اعتراضها في المحيط الأطلسي العام 2019، بأنها "تجربة داخل نعش عائم"

تم بناء الغواصة التي سُمّيت "تشي" في غابات الأمازون من الألياف الزجاجية البدائية، وقادها ثلاثة رجال عبر 4,000 ميل من المحيط، في رحلة استمرت 28 يومًا محملة بثلاثة أطنان من الكوكايين تُقدّر قيمتها بأكثر من 120 مليون جنيه إسترليني. 


الرحلة كانت مخاطرة قاتلة، في ظل انعدام وسائل الراحة، وضعف التهوية، وغياب دورة المياه، ناهيك عن مواجهة تيارات المحيط الأطلسي القاسية... لكنها نجحت جزئيًا، حتى لحظة رصدها قرب ساحل غاليسيا من قبل الشرطة الإسبانية بدعم من الاستخبارات البريطانية.

أسطول تحت الماء

بعيدًا عن كونها حادثة فردية، فتحت "تشي" الباب أمام سلسلة من الاكتشافات المشابهة، إذ تم رصد ثماني غواصات أخرى على الأقل منذ 2019، بعضها اعترضته البحرية البرتغالية والشرطة الإسبانية وهي في طريقها إلى أوروبا، محملة بأطنان من الكوكايين.

ويعتقد خبراء مكافحة الجريمة أن هذه الوسيلة – رغم بدائيتها – أصبحت مفضلة للتهريب؛ بسبب قدرتها على التملص من الرادارات، واعتمادها على تقنيات منخفضة التقنية يصعب اختراقها إلكترونيًا.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة