08 Oct
08Oct

تواصل شركة كوالكوم توسّعها في عالم الروبوتات بخطوة مفاجئة تمثلت في الاستحواذ على شركة أردوينو الإيطالية، المعروفة بلوحاتها الإلكترونية القابلة للبرمجة التي تُستخدم على نطاق واسع في مشاريع الروبوتات والاختراعات التقنية الناشئة.                    

وأكدت "كوالكوم" الصفقة دون الكشف عن قيمتها المالية، مشيرةً إلى أن "أردوينو" ستواصل عملها كشركة مستقلة تحت مظلة المجموعة الأميركية.                    

وتأتي هذه الصفقة بعد سلسلة استحواذات مماثلة شملت شركتَي "Edge Impulse" و"Foundries.io"، في خطوة تهدف إلى بناء منظومة متكاملة من العتاد والبرمجيات والحوسبة السحابية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الطرفي، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena"

وتمنح هذه الصفقة "كوالكوم" مدخلًا مباشرًا إلى مجتمع المبتكرين والمبرمجين والمطورين الصاعدين، الذين يشكلون النواة الأولى لأفكار ومشروعات الروبوتات المستقبلية.

لا تُستخدم لوحات "أردوينو" عادة في المنتجات التجارية النهائية، إلا أنها تُعدّ أساسًا لتجارب النماذج الأولية في الجامعات والمختبرات والشركات الناشئة حول العالم.

وتُقدّر قاعدة مستخدمي "أردوينو" بأكثر من 33 مليون مطور ومهندس، من الهواة والطلاب إلى رواد الأعمال.

ومن المتوقع أن يتيح التعاون الجديد لهؤلاء الوصول إلى تقنيات "كوالكوم" المتقدمة، بما في ذلك معالجاتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتسريع تحويل الأفكار إلى منتجات تجارية حقيقية.

وقال مسؤولو "كوالكوم" إن هدف الشركة هو إتاحة الوصول إلى تقنيات الحوسبة والذكاء الاصطناعي عبر تمكين المطورين في جميع أنحاء العالم من بناء حلول ذكية بسرعة وكفاءة أكبر، مشيرين إلى أن الجمع بين روح المصادر المفتوحة لدى "أردوينو" وقوة منظومة "كوالكوم" التقنية سيخلق بيئة مثالية للابتكار في مجالات الروبوتات والأجهزة الذكية.

وكشفت الشركتان بالفعل عن أول ثمرة لتعاونهما: اللوحة الجديدة Arduino UNO Q، وهي حاسوب مدمج من الجيل التالي يحتوي على معالج مزدوج (أحدهما يعمل بنظام لينكس، والآخر متحكم دقيق في الزمن الحقيقي)، ويعتمد على معالج Qualcomm Dragonwing QRB2210 المصمم خصيصًا للمشاريع التي تتفاعل مع البيئة المحيطة مثل أنظمة المنازل الذكية والتطبيقات الصناعية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولات "كوالكوم" تقليل اعتمادها على سوق الهواتف الذكية، خصوصًا مع تباطؤ نمو القطاع واتجاه شركات كبرى مثل "أبل" و"سامسونغ" إلى تطوير مودماتها الخاصة.

وتشير البيانات إلى أن 30% من إيرادات "كوالكوم" أصبحت تأتي حاليًا من قطاعات إنترنت الأشياء والسيارات الذكية، وهي النسبة التي يُتوقع أن ترتفع بفضل هذه الصفقة الجديدة.

ويرى مراقبون أن الجمع بين إمكانات "كوالكوم" الصناعية وشعبية "أردوينو" المجتمعية قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الابتكار، حيث قد تنطلق ثورة الروبوتات المقبلة من جراج أحد المبرمجين الهواة لا من مقرات الشركات العملاقة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة