وصلت حالة عدم الاستقرار التي تعيشها نقابة الفنانين السوريين، إلى ذروة جديدة تتضمن تهديداً من أعضاء مجلس النقابة بالانسحاب الجماعي، احتجاجاً على سياسة وقرارات نقيبها مازن الناطور المثيرة للجدل.فقد نقلت صحيفة "النهار" اللبنانية، عن مصدر نقابي، قوله إن أحد الحلول المطروحة على الطاولة من قبل الفنانين "المعارضين" للنقيب الحالي، هو الانسحاب من مجلس النقابة بشكل جماعي، في حال عدم "عودة النقابة إلى السكة الصحيحة".وأضاف المصدر أن احتجاجات أعضاء مجلس النقابة ترتبط بقرارات النقيب الناطور التي يتخذها بشكل "فردي" دون مشاورتهم، وبينها فصل الفنانة سلاف فواخرجي من النقابة.
ووفق الصحيفة، فإن قرار مجلس النقابة الذي صدر قبل أيام، وتم فيه سحب الثقة من الناطور، وحمل توقيع نائبه الفنان نور مهنا، تمّ اتخاذه بسبب فصل فواخرجي وإصدار أكثر من قرار آخر من دون التشاور والرجوع إلى مجلس النقابة.
لكن أعضاء مجلس نقابة الفنانين، منقسمون فيما بينهم أيضاً حول الناطور، إذ صدر قرار سحب الثقة من النقيب بتأييد نائب النقيب نور مهنا، والأعضاء محمد حداقي، ويوسف عبدو، وجهاد عبدو، ومحمد آل رشي، وميس حرب.وفي المقابل، رفض أعضاء المجلس الآخرون: صلاح طعمة، وجهاد عازار، ونبيل أبو الشامات، وعلي القاسم، المشاركة في قرار سحب الثقة، ووقفوا إلى جانب الناطور، بينما امتنعت أمل حويجة عن الدخول في أي اصطفاف، وفق الصحيفة.ولم يستمر قرار سحب الثقة أكثر من ساعات قليلة؛ إذا سرعان ما أصدرت النقابة قراراً يحمل توقيع الناطور، يبطل قرار سحب الثقة من النقيب الذي عينته الحكومة السورية المؤقتة.وغابت النقابة عن ردود الفعل الواسعة التي أعقبت نشر مقاطع فيديو لمسلحين يهاجمون العاملين والعاملات في مطاعم وملاهٍ ليلية في دمشق.
وأصبحت إدارة نقابة الفنانين السوريين محل جدل في الوسط الفني بعد عودة عدد كبير من الفنانين السوريين المعارضين للنظام السابق، إلى البلاد، في الأشهر القليلة الماضية وانتقاد عدد منهم النقيب السابق محسن غازي ومجلس النقابة، والمطالبة بعزلهم وإجراء انتخابات جديدة.وجرى تعيين نقيب ومجلس جديد للنقابة بدلاً من المجلس القديم الذي انتخب في حقبة النظام السوري السابق الذي سقط يوم 8 ديسمبر الماضي.لكن النقابة بمجلسها الجديد، سرعان ما تعرضت للانتقادات من داخل الوسط الفني وكثير من السوريين، وسط مطالب بتنظيم انتخابات لها تنهي فترة التعيين الحكومي للنقابة المسؤولة عن حماية الفنانين والدفاع عن حقوقهم.وأعلنت النقابة، الشهر الماضي، شطب قيد فواخرجي بسبب خروجها عن أهداف النقابة عبر "إصرارها على إنكار الجرائم الأسدية وتنكرها لآلام الشعب السوري" وفق بيان رسمي.