أعلنت الحكومة العراقية عن إطلاق حملة جديدة وواسعة تستهدف مكافحة التسول في البلاد بالتزامن مع وصول أعداد الممتهنين لذلك السلوك إلى نصف مليون شخص.ووافق مجلس الوزراء العراقي على إطلاق حملة وطنية لمكافحة التسول، بهدف معالجة ظاهرة التسوّل والحد منها.وكلَّف المجلس أمس الثلاثاء وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني العراقي بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى لتنفيذ الحملة.
ولم تتكشف بعد تفاصيل الحملة وعدد المستهدفين فيها وتاريخ تنفيذها، لكن المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق كشف في وقتٍ سابق أن عدد المتسولين في العراق من الأجانب والعراقيين يصل إلى أكثر من 500 ألف متسول، أغلبهم من الأحداث والنساء.وتتصدر بغداد مدن العراق في وجود أكبر عدد من المتسولين فيها، حيث ينتشر رجال ونساء وأطفال في الأسواق وتقاطعات الطرق للتسول بطرق مختلفة رغم ملاحقة السلطات الأمنية لهم والقبض على عدد منهم على الدوام.ووفقًا لدراسة حديثة لمركز "النهرين" للدراسات الاستراتيجية، فإن ظاهرة التسول متفاقمة في العراق بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، حيث تدفع البطالة والفقر العديد من الأفراد، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، إلى اللجوء للتسول كوسيلة للحصول على الدخل.
كما تسببت النزاعات المتكررة والحروب في نزوح أعداد كبيرة من السكان، وفقدان العديد من الأسر لمصدر رزقها؛ ما أجبرهم على التسول للبقاء على قيد الحياة.وأوضحت الدراسة أيضًا أن ضعف النظام التعليمي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأمية والجهل، وبالتالي زيادة عدد المتسولين الذين لا يجدون فرص عمل بسبب نقص المهارات التعليمية، بجانب ضعف البرامج الاجتماعية الفعالة لدعم الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.وبجانب التسول التقليدي في الطرقات أو اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي واستعطاف الناس في قصص إنسانية مؤثرة، تنتشر في العراق أيضًا شبكات تسول منظمة تم القبض على أحد رؤسائها في بغداد في شباط/فبراير الماضي.