16 Oct
16Oct

يتزايد الإقبال على تناول البروتين في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، إذ أصبح كثير من الناس — خصوصا الرجال — يحرصون على إدخاله في كل وجبة، بل واستبعاد معظم العناصر الغذائية الأخرى.  

كن خبراء التغذية يحذرون اليوم من أن هذا الهوس بالبروتين قد يكون مضللا، بل ومضرا بالصحة على المدى الطويل.

فبحسب روب هوبسون، أخصائي التغذية المعتمد، فإن البروتين ضروري بلا شك لبناء العضلات والحفاظ على القوة وتجديد الأنسجة، إلا أنه ليس العنصر الغذائي الوحيد المهم، مشددا على أن الكربوهيدرات والدهون تلعبان دورا لا يقل أهمية في دعم وظائف الجسم اليومية.

ويقول هوبسون: "في الواقع، يحصل معظم الناس بالفعل على أكثر من كفايتهم من البروتين، إذ يستهلك البالغون في المملكة المتحدة نحو 1.2 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا، بينما توصي الإرشادات الرسمية بقرابة 0.75 غرام فقط".

ويُترجم ذلك إلى حوالي 60 غراما يوميا للرجال و54 غراما للنساء، بينما يحتاج من تجاوزوا الخمسين عاما إلى كمية أعلى قليلا بسبب ضعف امتصاص البروتين مع التقدم في العمر.

ورغم أن البروتين يعد حجر الأساس في بناء العضلات والعظام والأنسجة، إلا أن تناوله بكميات مفرطة قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة. فعملية تكسير البروتين داخل الجسم تنتج فضلات مثل اليوريا والكالسيوم، التي تُصفّى عن طريق الكلى. 

ومع زيادة البروتين، تتعرض الكلى لضغط إضافي قد يسبب تكوّن حصوات أو فشلا كلويا مبكرا.

ويحذر هوبسون من أن الإفراط في البروتين لا يعني صحة أفضل، بل قد يأتي على حساب عناصر غذائية أساسية أخرى مثل الألياف والفيتامينات والمعادن، ما يخلّ بتوازن النظام الغذائي العام.

توضح الدكتورةفيديريكا أماتي، الباحثة في تطبيق الحمية الغذائية ZOE، أن احتياجات الجسم للبروتين تتغير بمرور الوقت، لكن ذلك لا يستدعي مضاعفة الاستهلاك. 

فخلال مرحلة انقطاع الطمث، تميل النساء إلى فقدان الكتلة العضلية والعظمية، إلا أن زيادة البروتين الحيواني وحدها لن تعالج المشكلة، بل قد تزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.

وأظهرت دراسة أجريت بجامعة جنوب كاليفورنيا وشملت أكثر من 6000 شخص فوق سن الخمسين، أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين — يشكل فيه البروتين أكثر من 20% من السعرات اليومية — ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان والسكري والوفاة المبكرة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة