أعلنت منظمة الأحوال المدنية الإيرانية، الاثنين، أن عدد الولادات المسجلة في البلاد خلال العام الإيراني الماضي الذي انتهى في 20 مارس 2025ـ، بلغ 979,923 حالة فقط، في أول مرة ينخفض فيها عدد المواليد في إيران إلى ما دون المليون.
ووفقاً للتقرير الذي نقلته وكالة "فارس"، فإن محافظة طهران سجلت أعلى عدد من الولادات بـ 120,562 مولوداً، بينما جاءت محافظة إيلام غرب البلاد في المرتبة الأخيرة بـ 6,534 مولوداً فقط.هذا التراجع يعكس أزمة ديموغرافية متفاقمة في البلاد، حيث تحذر دراسات حكومية وخبراء من أن استمرار انخفاض معدل الخصوبة سيؤدي إلى شيخوخة سكانية خطيرة خلال العقود المقبلة؛ ما يهدد سوق العمل ونظام الرعاية الاجتماعية في إيران.
وكانت الحكومة الإيرانية أطلقت عدة مبادرات في السنوات الأخيرة لتشجيع الإنجاب، منها مساعدات مالية، وقروض، وتسهيلات للوالدين، لكنها لم تفلح حتى الآن في وقف التراجع السكاني.وقال رسول صادقي، رئيس معهد أبحاث السكان في إيران، إن التغيرات الديموغرافية مثل انخفاض معدلات الخصوبة وشيخوخة السكان، التي تستغرق في العادة من 150 إلى 200 عام في بقية دول العالم، تحدث في إيران خلال أقل من 20 عاماً، وهو ما يشكل تحدياً خطيراً للبلاد.
ونقلت وكالة إيسنا عن صادقي قوله إن "التغيرات السكانية لها أهمية بالغة لأي دولة، وقد شهدت إيران نشاطاً بحثياً ملحوظاً في هذا المجال، إلا أن هناك الكثير من الثغرات التي ما زالت قائمة".وأشار إلى أن "البيئة، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والتحولات السكانية" تمثل المحاور الرئيسة التي ستقود التغييرات المستقبلية حتى عام 2040".
كما شدّد صادقي على أهمية تحويل البحوث السكانية إلى سياسات عملية، مثل "السياسات العامة للسكان" التي أقرها المرشد الأعلى علي خامنئي، وقانون "تنمية الشباب"، بهدف خدمة المواطنين ودعم التنمية الوطنية.وبحسب آخر إحصائيات رسمية إيرانية، فقد بلغ عدد سكان إيران العام الماضي، نحو 91 مليوناً و681 ألفاً و315 نسمة.