أظهرت دراسة حديثة أن تناول كوبين من عصير البرتقال الطبيعي 100% يومياً قد يُحدث تغييرات في نشاط الجينات المرتبطة بصحة القلب، وهي فوائد تتجاوز كونه مصدراً غنياً بفيتامين C.
وشملت الدراسة 20 بالغاً أصحاء ضمن تعاون بحثي بين جامعة ساو باولو في البرازيل، وجامعة ولاية كارولاينا الشمالية، وجامعة كاليفورنيا ديفيز.
وتابع الباحثون نشاط أكثر من 1700 جين في خلايا المناعة لدى المشاركين، ليكشفوا عن تغيّرات تخص ضغط الدم، واستقلاب الدهون، والالتهاب، وجميعها عوامل رئيسية في صحة القلب.
وربط الباحثون هذه الآثار الصحية بالفلافونويدات الحمضية—وهي مركبات نباتية موجودة في البرتقال والتوت والشاي والكاكاو—تعمل كمضادات أكسدة ومضادات التهاب.
وأظهرت النتائج أن معظم التغيرات الجينية تشير إلى انخفاض الالتهاب وتحسين وظيفة الأوعية الدموية، مع ملاحظة اختلاف في الاستجابة بحسب الوزن.
وأوضحت الدراسة، أن النتائج توفر "رؤى غير مسبوقة حول الآليات الجزيئية للفوائد الصحية لعصير البرتقال"، مشيرة إلى أن الوزن قد يلعب دوراً في كيفية استجابة الجسم للمركبات الحيوية، ما قد يمهّد لتوصيات غذائية شخصية.
لكن الباحثين أكدوا أن حجم الدراسة الصغير وعدم وجود مجموعة مقارنة يجعل النتائج ارتباطية وليست دليلاً قاطعاً على السببية، داعين إلى إجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى انعكاس هذه التغيرات الجزيئية على صحة القلب بشكل فعلي.
من جانبها قالت أخصائية التغذية نيكوليت بايس إن "عصير البرتقال ليس إكسيراً سحرياً، لكنه مثال مدروس جيداً"، مشيرة إلى أن الدراسة "تفتح الباب أمام إمكانيات واسعة في مجال التغذية الشخصية".
ونصحت بايس بتناوله بكميات معتدلة، مؤكدة أن السكر الطبيعي الموجود فيه لا يلغي فوائده الصحية.
وتشير أبحاث سابقة إلى أن تناول عصير البرتقال قبل الوجبات قد يقلل السعرات الحرارية المتناولة ويخفض مستوى السكر في الدم مقارنة بالمشروبات المحلاة، بفضل الفلافونويدات التي تُبطئ امتصاص السكر في الجسم.