18 Sep
18Sep

يؤكد باحثون من جامعة مين (University of Maine) الأمريكية أن البشر دخلوا مرحلة تحول تطوري كبرى، حيث لم تعد الجينات هي المحرك الرئيسي للتطور، بل الثقافة.

وتشير مجلة BioScience إلى أنه، وفقا لتوضيح تيموثي وارينغ، كبير الباحثين والأستاذ المشارك في الاقتصاد والتنمية المستدامة، يبدو أن التطور البشري يغير مساره.

ويضيف وارينغ: "عندما نعتمد على المهارات أو المؤسسات أو التقنيات من بعضنا البعض، فإننا نرث ممارسات ثقافية تكيفية، تحل المشكلات بسرعة تفوق قدرة الجينات على ذلك. 

تشير جميع المؤشرات إلى أننا في خضم مرحلة تحول تطوري كبرى".

ويشير الباحث زاكادي وود إلى أن الممارسات الثقافية — من الزراعة إلى القوانين — تنتشر وتتغير بسرعة تتجاوز قدرة الجينات على الانتقاء، مما يمكّن المجتمعات من التكيف مع الظروف الجديدة ومواجهة التحديات التي لا تستطيع البيولوجيا وحدها حلها. 

ويقول: "التطور الثقافي يلتهم التطور الجيني — ومن غير العدل مقارنتهما".

ويؤكد العلماء أن بقاء الإنسان وتكاثره في المستقبل البعيد لن يعتمد على الجينات الفردية بقدر ما سيعتمد على صحة المجتمع واستدامة بنيته الثقافية التحتية.

ويقرب هذا البشر مما يسميه علماء الأحياء بـ"التحول الفردي"، حيث تتحد الكائنات الفردية لتشكل كائنات فائقة أكثر تعقيدا. 

وقد شهد تاريخ الحياة قفزات مماثلة بالفعل، مثل ظهور الكائنات متعددة الخلايا أو مستعمرات الحشرات.

ويقول وارينغ مضيفا: "التنظيم الثقافي يجعل المجموعات أكثر تعاونا وكفاءة.

فالمجتمعات الكبيرة قادرة على التكيف بسرعة أكبر من خلال التغيير الثقافي، وتشير البيانات إلى أن هذه العملية آخذة في التسارع".

ويشير الباحثون إلى أنه في المستقبل قد تصبح الثقافة الشكل الرئيسي للوراثة والتطور البشري، وعندها سيُكتب التطور ليس في الحمض النووي، بل في القوانين والتقنيات وما يبتكره البشر.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة